بك يا صبور القلب هامَ جزوعهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بك يا صبور القلب هامَ جزوعهُ | أوَكلّ شيءٍ من هواكَ يروعه |
فإذا وصلتَ خشيتُ منك قطيعة ً | فالعيش أنت وصوله وقطوعهُ |
لا تتهمني في الوفاء فإنني | كتمتُ سرّكَ والدموع تذيعهُ |
نَقَلَ الهوى قلبي إلى عيني التي | منها تَفَجّرَ بالبكا يَنْبُوعه |
أبّكَيْتَني فأذَعتْ سِرّك مُكْرَهاً | فعلامَ تعذلُني وأنتَ تُذيعهُ |
قال العذول: لقد خضغتَ لحُبّه | فأحْبَبْتُهُ. عِزّ المحبِّ خُضُوعهُ |
أقْصِرْ فما يجتثّ أصْلَ علاقة ٍ | جذبتْ بأطراف الملام فروعه |
وكأنَّ لَوْمَكَ رافضيّ مَيّتٌ | وكأن سمعي إذ نعاه بقيعهُ |
يا من لذي أرقٍ يطولُ نزاعهُ | شوقاً إلى من طال عنه نُزوعهُ |
باتت جحيمُ القلب تلفحُ قلبهُ | فتَفيضُ، من قلبٍ يغيضُ، دموعه |
عَقَدَ الجفونَ ببارقٍ نَقَبَ الدجى | وخفا، كما اطّرد الشجاعُ، لميعهُ |
وكأنه بالغيثِ باتَ محدثاً | للطرف بالخضراء وهو سميعه |
خدعَ الظلامَ وكان من لمعانه | مِسْبَارُه وحُسَامُهُ ونجيعه |
وَمُجَلْجِلٍ دَرّتْ بأنْفَاسٍ الصّبا | وهنأ لقضباءِ النباتِ ضروعه |
خَضَعَتْ له عُنْقٌ لها وتحمّلَتْ | من ثقلهِ فوق الذي تسطيعهُ |
وجرت به أثر السماء من الثرى | ميتاً فَعَاشَتْ بالرّبيع ربوعه |
نَفَضَتْ له لِمَماً فطارَ هجوعه |