كفى سيفك الإسلام عادية الكُفر
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
كفى سيفك الإسلام عادية الكُفر | وَصُلْتَ على العادينَ بالعزّ والنصر |
وأصبح قولُ المبطلين مكذَّباً | ومدّ لكَ الرحمنُ في أمدِ العُمرِ |
وأينَ الذي حَدّ المنجِّمُ كَوْنَهُ | إذا مرّ للصوّامِ عشرٌ منَ الشهر |
وما قرعَ الأسماعَ بالخبر الذي | أبى اللهُ إلا أنْ يكذَّبَ بالخبر |
غدا الزّيجُ ريحاً في تناقضِ علمه | وتعديله عُرفاً أحالَ على نُكر |
فهلاَّ رأى قَطْعاً عليهِ بِسَجْنِهِ | ومشياً بُدهْمٍ كانَ بالكبو والعثر |
وانّ عليّاً ينتضي القضبَ التي | يَرُدّ بها مَدّ العُداة ِ إلى قَصْر |
لقد ضلّ عبّاد النجوم وما اهتدوا | ببعثِ رسولٍ للأنامِ ولا ذكر |
وكم مرّ في الدنيا لهم مِنْ مُمَخْرِقٍ | مِنَ الناس مطويّ الضلوع على غمر |
إذا جالَ في علم الغيوب حسبتهُ | مسيلمة َ الكذّابَ قامَ من القَبْر |
أباطيلُ تجري بالحقائق بينهم | من الكذب منهم لا عن السبعة الزهر |
وميلٌ إليها بالظنونِ وإنَّما | يُنَكِّبُ عنها كلُّ يقظانَ ذو حِجّر |
وما الشّهْبُ إلاَّ كالمصابيحِ تلتَظي | مع اللّيلِ للساري وتخمدُ في الفجر |
فيا أيها المغتر بالنجمِ قلْ لنا | أتعلمُ سّرا فيه من ربّه يَسْري |
وبينكما بَوْنٌ بعيدٌ فما الذي | تَقَوّلَهُ الغفرُ اختلافاً عن الغفر |
فيا أحْلَمَ الأمْلاكِ عن ذي حِبَالَة ٍ | وإنْ جاءَ في الأمرِ الذي جَدّ بالإمْر |
تدارك جهولاً ضلّ أو زلّ أوْ به | جنونٌ فما يرتابُ للسيف في النحر |
فصبرٌ جميلَ الصفحِ عنهُ عقابهُ | فقد جَلّ منكَ القدرُ عن ضَعة ِ القدر |
سُعودكَ في نيلِ المنى لا توقّفت | من الله تجري، لا من الشمس والبدر |
ملكتَ فمهّدتَ الأمورَ مُجَرَّدا | لتمهيدها رأي المجرِّبِ لا الغُمر |
ونظمت حبّاتِ القلوب مَحَبّة ً. | عليك، وقد كانت مباينة َ النثر |
لأمرٍ أدمتَ الحصر في حربِ جربة ٍ | وما حَرْبُها إلا مداوَمَة ُ الحصر |
وتَرْكُكَ بالزّرْقِ اللّهاذِمِ أهْلَهَا | وبالبيض صرعى في الجزيرة كالجزر |
وما ضُويقُوا من قبلِ هذا وإنّما | بقدرِ التهاب النار تغلية ُ القدر |
بسير جيوشٍ في البحور إليهمُ | تُحيطُ بهم زحفاً مع المدّ والجزر |
إذا انتقلت بالصيد قلتُ تعجباً | متى انتقل الآجام بالأسدِ الهصر |
مجرِّدَة ً بيضَ الحتوفِ خوافقاً | بها العذباتُ الحمر في اللجج الخضر |
وكلّ مديرٍ يتّقي بمجاذف | مشاكلة التشبيه في الأنمل العشر |
ترى الشحمَ فوق القارِ منه مميَّعاً | فيا من رأى ليلاً تَسَرْوَلَ بالفجر |
سوادُ غرابٍ في بياضِ حمامة ٍ | تطيرُ بهِ سبحاً على الماءِ أو تجري |
قطعتَ بهم في العيش من كل جانبٍ | فقد أقصروا فيها عن النظم بالنثر |
وكم طائرٍ منهم قصصتَ جناحهُ | فأصبحَ مسجوناً عن النهضِ في الوكر |
لمَّا رأوا أن المخنَّق منهمُ | سددتَ به مجرى التنفسِ في الصدر |
أنابوا وتابوا عن ذنوبٍ تقدّمت | بزعمهمُ من قطعهم سُبُلَ البحر |
فإن نشروا ما بينهم لك طاعة ً | وقد طُويت منهم صدورٌ على غمر |
فعندك نارٌ تركبُ الماءَ نحوهم | لها زُنُدٌ يقدحن من زُنُدٍ بُتْرِ |
ونبلٌ كنبل الأعين النجل أرسلت | تطيرُ بريشٍ مستعار من النسر |
تنصَّلُ للأعداءِ في الحرب بالردى | إذا نُصِّلَتْ هاتيكَ في السلم بالسحر |
ولن يخدعوا في الحرب، وهو مبيدهم، | فتى ً كان مولودا من الحرب في حِجْر |
وأنت من الأعداءِ أدهى خديعة ً | إذا ما صدمتَ الجيش في الجيش بالمكر |
وكنتَ عن التحريض بالحزم غانياً | وهل يَعْدَمُ الإحراقَ مُتّقِدُ الجمر |
خُلقتَ لنا من جوهر الفضل سيداً | ويمناكَ من يُمْنٍ وَيسْراك من يُسْر |
وعوّلَ في العسر الفقير على ندى | يديك، وهل يغنى الكسير عن الجبر |
زمانك لا ينفكّ يفترس العدى | كذي لِبْدَة ٍ مُسْتَعْظَمِ الناب والظفر |
وطعماكَ من شهد، وطاب لأهله، | وخُلقاكَ من سهل عليهم ومن وعر |
حياة ابن يحيى للأعادي منيّة ٌ | وأعمارهم مبتورة ٌ منه بالعمر |
لقد فخرت منه العلى بسميذعٍ | لإحسانه وجهٌ تبرقعَ بالبشر |
بأكبر يستخذي له كلّ أكبرٍ | فُيطرقُ إطراق البغاثة ِ للصقرِ |
إذا مُدِحَ الأملاك قام بمدحه | لهُ قَدِمُ الدنيا على قَدَمِ الفخر |
إليك امتطينا كلّ راغٍ بموجه | كا جرجر القرمُ الحقودُ على المكري |
إذا ما طما وامتدّ بالرّيح مدُّهُ | ذكرنا به فيَّاضَ نائلك الغمرِ |
ولولاك لم نركب غواربَ زاخرٍ | مسنَّمة ً في اللحم منه إلى العمر |
وإن فاتني إعذار شبليك بالغنى | فإنَّ بترك العزم متّضح العذرِ |
ضعفتُ عن النهضِ القوي زمانة ً | ونُقلَ بعد الباع خطوي إلى شبر |
وإني لأهدي في سلوك غرائبي | ومُعجز نظمي كلَّ جوهرة بكر |
إذا ما بنى بيتاً من الشعر مقولي | ثنى نابياً عن هدْمِهِ معولَ الدهر |
وما الشعرُ ما يخلو من الكَسْرِ وَزْنُهُ | ولكنَّه سحرٌ وبابلهُ فكري |
وإني بما فوق المنى منك مُوقِنٌ | وكم شَرَقٍ لليث من وابل القطر |