صادَتْكَ مهاة ٌ لم تُصَدِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
صادَتْكَ مهاة ٌ لم تُصَدِ | فلواحِظُها شَرَكُ الأُسُدِ |
من توحي السحر بناظرة ٍ | لا تُنْفَثُ منه في العُقَد |
لمياءُ تضاحكُ عن دُررٍ | وبروقِ حياً، وحصى برد |
يندى بالمسك لراشفه | وسلاف القهوة والشهد |
وذماءُ الليل على طرفٍ | كترحّلِ روح عن جسدِ |
وضابُ الماءِ بفيك جرى | في جوهره عَرَضُ الصَّرَد |
وكأنَّ كليمَ الله بدا | منه في الأفق بياضُ يدِ |
أسفي لفراقِ زمانِ صبا | وركوبي قيدَ مها الخرد |
من كل مطابقة ٍ خُلقي | بوفاءِ سروري أو كمدي |
هيفاءُ يُعَجّزُهَا كَفَلٌ | فتقوم وتقعدُ بالرفدِ |
لونُ الياقوت، وقسوته | في الوجنة ِ منها، والكبد |
ولها في جيدِ مروَّعة ٍ | حَلْيٌ صاغَتْهُ من الغَيْد |
نَقَضَتْ وصلي بتتيُّعها | بالهجرِ، ونومي بالسّهد |
وأصابَ السودَ سهامُ البيـ | ـضِ بِبَيْنِ البيض وبالنكد |
عَجَبِي لإصابة ِ مُرْسَلِها | منْ جوفِ ضلوعي في الخلدِ |
يا نارَ نشاطي أين سنا | كِ وأينَ لظاكِ بمفتأدي |
زندي ولدتك، وقد عقمتْ | عن حمل السِّقْطِ، فلم تلد |
أحييتِ بذكري مَيْتَ صباً | أبكيه مسايَرة الأبَدِ |
وطلبتِ الضدّ لأوجِدَهُ | وجموحي في الصدّ فلم أجد |
ولو أنَّ كريماً تَفْقَدُهُ | يُفدى بالنفس إذنْ لَفُدي |
أذهبتُ الحزن بمُذهَبَة ٍ | وبها ذهبتُ لجينَ يدي |
ولقد نادَمْتُ ندامى الرّا | ح بمطّرفي وبمتلدي |
بمعتّقَة ٍ قَدُمَتْ فأتَتْ | للشربِ بلذّاتٍ جُددِ |
سُبِيتْ بسيوفٍ من ذهب | من أهل السبت أو الأحد |
وإذا ما عُدّ لها عٌمرٌ | ملأتْ كفيّكَ من العدد |
يطفو في الكاس لها حَبَبٌ | كصغارِ مساميرِ السّرد |
وإذا ما غاص الماءُ بها | في النّار تردّت بالزبد |
ونفيتُ الهمَّ ببنت الكر | م ونقرِ العود، فلم يعدِ |
ولبثتُ مُشَنَّفَة ً أذني | بترنم ذي النغمِ الغرد |
فالآن صددتُ كذي حَذَرٍ | عن وردِ اللهو فلم أردِ |
وطردتُ منامَ الغيِّ عن الـ | أجفان بإيقاظِ الرّشدِ |
ونقضتُ عهود الشرب فلا | ودّ أصفيه لأهل ددِ |
لا أشرب ما أنا واصفه | فكأني بينهم قعدي |
ونقلتُ بعزمي من بلدٍ | قدمَ الإسراء إلى بلدِ |
في بطنِ الفلك مصارعة ً | زَمَنِي، وعلى ظهْرِ الأُجُد |
ووجدتُ الدِّينَ له حسناً | سنداً فلجأت إلى السند |
صَمَدَ اللاجونَ إلى مَلِكٍ | منصورٍ بالأحَدِ الصّمد |
كالشمسِ سناها مُقْتَرِبٌ | وذراها منك على بُعُد |
وإذا ما آنسَ منه سناً | مَنْ ضَلّ بجنح الليل هُدي |
خُصّتْ بنوالٍ شيمتُهُ | عَجلٍ، وكلامٍ متئدِ |
لا وعدَ له بالجود ومنْ | يبدأ بعطاءٍ لا يعدِ |
وبِنِيّة ِ شهمٍ مُنْتَصِرٍ | لله جميلُ المُعْتَقَدِ |
فيصونُ العِرْضَ بما بَذَلَتْ | للوفد يداه من الصّفدِ |
ويسدّ الثغرَ، وسيرتُه | تجري في الملك على سَدَد |
ويسلّ ظُباه بكلّ وغى ً | ويسيلُ نداهُ بكلّ يد |
وتريك اليومَ بصيرته | ما يُخفى عنك ضميرُ غدِ |
ولهُ هممٌ تبني رُتباً | خُصّتْ بعلاءٍ منفرد |
إلهامَ الدين وحاميَهُ | قَوّمِ بُسطاك ذوي الأوَد |
فُتّ السُّبَّاقَ بما كَحَلُوا | بغبارك عيناً في الأمدِ |
والريحُ وراءَك عائرة ٌ | في الأيْنِ تُكَبّ وفي النُّجُد |
نَصْرٌ أُيّدْتَ به ظَفَرا | والساعد ينجدُ بالعضد |
يا غيثَ المحلِ بلا كذبٍ | وشجاعَ الحربِ بلا فَنَد |
لحظاتُ أناتِكَ جانِبُهَا | أرْسَى في غيظك من أُحُد |
ولواؤك تقدمُ هيبتهُ | بعديدٍ يُلبِكُ في العدد |
وكأنَّ عَدُوّكَ، خافِقُهُ | بجناح فؤاد مرتعدِ |
إن كنتُ قصَرْتُ مُحَبَّرة ً | تسهيم المحكم ذي الجُددِ |
فالعذْبُ يَجِلّ بقلَّته | وعليه عماد المعتمدِ |
وأجاجُ الماء بكثرته | لا ريّ به لغليل صد |
والشِّعر أجدتُ بمعرفتي | تأنيسَ غرائبه الشُّرُد |
لو شئتُ لقلتُ لقافية ٍ | في الوزن تخبّ إليك: خِدي |
بصقيلِ اللفظِ مُنَقَّحِهِ | لا سمع يمرّ به بِصَدِ |
لا زيف به فيريك قذى ً | في عَيْنِ بصيرة ِ منتقد |
لا يسمعُ فيه مستمعٌ | زفرات أسى ً كالمفتقد |
فصفيرُ البلبل مطّرحٌ | في الأيْكِ له صوتُ الصُّرَد |
تستحسنُ عودة َ منشده | وتقولُ إذا ما زاد: زِدِ |
فبغامُ الرئم حلاوته | وجزالتُه زَأرُ الأسد |
وبذلة ِ أهلِ السبت قَضَى | ويذلّ له أهلُ الأحدِ |
فانصرْ وافخرْ وأدِرْ وأشِرْ | وأبرْ وأجرْ وأغرْ وسُدِ |