وجوه يومئذ ناعمة - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ (8) لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } :وجوه المؤمنين يوم القيامة ناعمة تظهر فيها نضرة النعيم مع سرورهم بعطاء الله, رضوا بما رأوه من الكرامة بسبب ما قدمت أيديهم في الدنيا من أعمال صالحة.
سكناهم جنات النعيم, في أعلى عليين, لا يسمعون فيها إلا كل خير فلا لفظ جارح ولا كلمة فظة وإنما هو التسبيح والذكر والشكر لله على ما تفضل به وأنعم.
قال تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ (8) لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) } [الغاشية]
قال السعدي في تفسيره:
وأما أهل الخير، فوجوههم يوم القيامة { {نَاعِمَةٌ } } أي: قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور.
{ {لِسَعْيِهَا } } الذي قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة، والإحسان إلى عباد الله، { {رَاضِيَةٍ } } إذ وجدت ثوابه مدخرًا مضاعفًا، فحمدت عقباه، وحصل لها كل ما تتمناه.
وذلك أنها { {فِي جَنَّةٍ} } جامعة لأنواع النعيم كلها، { {عَالِيَةٍ } } في محلها ومنازلها، فمحلها في أعلى عليين، ومنازلها مساكن عالية، لها غرف ومن فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة.
{ {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} } أي: كثيرة الفواكه اللذيذة، المثمرة بالثمار الحسنة، السهلة التناول، بحيث ينالونها على أي: حال كانوا، لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة، أو يستعصي عليهم منها ثمرة.
{ { لَا تَسْمَعُ فِيهَا } } أي: الجنة { { لَاغِيَةً} } أي: كلمة لغو وباطل، فضلًا عن الكلام المحرم، بل كلامهم كلام حسن [نافع] مشتمل على ذكر الله تعالى، وذكر نعمه المتواترة عليهم، و[على] الآداب المستحسنة بين المتعاشرين، الذي يسر القلوب ، ويشرح الصدور.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن