طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ | مرحباً بالشمس في غير صباحْ |
سلّم الإيماء عنها خجلاً | أوَمَا كانَ لها النّطق مُباحْ |
غادة ٌ تحملُ في أجفانها | سقماً فيه منيّاتُ الصحاح |
بتُّ منها مُستَعيِدا قُبَلاً | كان منها على الدهر اقتراح |
إلثم ال دّرَّ حصى ً ينبع لي | بزلالٍ ناقعاً فيه التياح |
وأُرْوِي غُلَلَ الشّوْقِ بما | لم يَكُنْ في قُدْرَة ِ الماءِ القراح |
باعتناقٍ، ما اعتَنَقنَاُ خَنى ً، | والتزامٍ، ما التزمناهُ سفاح |
ما على من صادَ في النَّوم لَهُ | شركُ الحلم مهاة ً، من جناح |
همتُ بالغيدِ فلو كنت الصِّبا | لم يكن منّي عنهنّ بَراح |
ورددتُ الشيبَ عنها معرضاً | بكلامِ السّلمِ أو كلْم الكفاح |
عَلِّلِ النَّفسِ بريحان وراحْ | وأطعْ ساقيها واعص اللّواح |
وأدرْ حمراء يسري لطفاً | سُكْرُها مِنْ شَمّها في كلّ صَاح |
لا يغرّنك منها خَجَلٌ | إنَّها تُبديهِ في خدٍّ وَقَاح |
واعْلُهَا بالماءِ تَعْلَمْ منهما | أنّ بين الماء والنار اصطلاح |
وإذا الخمرُ حَماها صِرفها | تَركَ المْزجُ حماها مُسْتبَاح |
خلّني أُفنِ شبابي مَرَحاً | لا يُردّ المهر عن طبع المراح |
إنما ينعَمُ في الدنيا فتى ً | يدفع الجِدّ إليها في المزاح |
فاسقني عن إذن سلطان الهوى | ليس يشفي الروح إلا كأس راح |
وانتظر للحلم بعدي كرّة ً | كم فسادٍ كانَ عُقباهُ صلاح |
فالقَضِيبُ اهتَزّ، والبَدرُ بدا، | والكثيب ارتج، والعنبر فاحْ |
والثريا رجح الجو بها | كابن ماءٍ ضمَ للوكر جناح |
وكأنَّ الغربَ منها ناشِقٌ | باقة ً من ياسمين أن أقاح |
وكأنَّ الصبحَ ذا الأنوارَ من | ظٌلَمِ الليل على الظلماء صاحْ |
فاشرب الراح ولا تخلِ يداً | من يد اللهو غُدواً ورواحْ |
ثَقْلِ الرّاحة َ مِنْ كاساتِها | برداحٍ من يدِ الخودِ الرداح |
في حديقٍ غَرَسَ الغَيْثُ بِهِ | عبقَ الأرواح موشيَّ البطاح |
تعقل الطَّرف أزاهير به | ثمّ تعطيه أزاهيرَ صراح |
أرضع الغيمُ لباناً بانه | فتربّت فيه قاماتُ الملاح |
كلّ غصنٍ تعتري أعطافَهُ | رعدة ُ النشوان من كأس اصطباح |
يكتسي صبغة َ وَرْسٍ كلما | ودَّعت في طرف اليوم براح |
فكأن التربَ مسكٌ أذفرٌ | وكأنَّ الطلَّ كافورُ رباح |
وكأنَّ الرّوْضَ رَشّتْ زَهْرَهُ | بمياهِ الورد أفواه الريّاح |
أفلا تغنم عيشاً يقتضي | سيرُهُ عنكَ غدُواًّ ورواح |
وإذا فارقَتَ ريعانَ الصِّبا | فاللّيالِي بأمانيكَ شِحاح |