صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذيِبِهِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صبٌّ يذوبُ إلى لقاءِ مُذيِبِهِ | يستعذبُ الآلام مِنْ تعذيبهِ |
عمّى هواهُ عن الوشاة ِ مُكتماً | فجرَتْ مدامعُهُ بِشَرْحِ غريبه |
كم لائمٍ والسمعُ يدفعُ لَوْمَهُ | والقلبُ يدْفعُ قلْيَهُ بوجيبه |
ملكَ القلوب هوى الحسان فقل لنا | كيفَ انتفاعُ جسومنا بقلوبه |
وبم السلوّ إذا بدا لي مثمراً | خوطٌ يميسُ على ارتجاج كثيبه |
والشوقُ يَزْخَرُ بَحْرُهُ بِقَبولهِ | ودبوره وشماله وجنوبه |
وبنفسي القمر الذي أحيا الهوى | وأماتَهُ بطلوعِهِ وغروبه |
قرّنوا بورد الخد عقرب صُدغه | وذَرَوْا ترابَ المسك فوق تريبه |
والعين حيرى من تألق نوره | والنفس سكرى من تضوعِ طيبه |
في طرفه مرض، ملاحته التي | ألقَتْ عليّ أنينَهُ بكروبه |
أعيا الطبيب علاجه، يا سحرهُ | ألَدَيْكَ صَرْفٌ عن علاجِ طبيبه |
إني لأذكره إذا أنْسَى الوغى | قلبَ المحبِّ المحضِ ذكر حبيبه |
والسيفُ في ضرب السيوف بسلّة ٍ | في ضحكِهِ، والموت في تقطيبه |
وأقبَّ كاليعسوبِ تركبُ مَتْنَهُ | فركوب متن البحر دون ركوبه |
متقمصٌ لوناً كأن سواده | غمس الغراب الجون في غربيبه |
يرميك أول وهلة بنشاطه | كالماءِ فُضّ الختْمِ عن أنبوبه |
بقديم سبقٍ يستقل ببعضه | وكريم عرْقٍ في المدى يجري به |
وبأربعٍ جاءتك في تركيبها | بالطبْعِ مُفْرَغَة ً على تركيبه |
فكأنَّ حِدَّة َ طَرْفِهِ وفؤادِهِ | من أذنه نقلت إلى عرقوبه |
ألقى على الأرض العريضة أرضه | ثم اشتكى ضيفاً لها بوثوبه |
وجزَى ففاتَ البَرْق سبقاً وانتهى | من قبلِ خطفته إلى مطلوبه |
فلشبه دهمته بدهمة ٍ ليله | أمسى يفتشه بفرط لهيبه |
ويرشّ سيفي بالنجيع مصارعاً | للأسْدِ يُسْكنُها بذيل عسيبه |
ومهند مثل الخليج تصفقت | طُرُقُ النسيمِ عليه من تَنْشِيطهِ |
ربّتْهُ في النيرانِ كَفّا قَيْنِهِ | فهو الزِّنادُ لهنّ يوم حروبه |
وكأنَّما في مائِهِ وسعِيرِهِ | نملٌ يسير بسحبه ودبيبه |
وإذا أصابَ قذال ذِمْرٍ قَدّهُ | ومشَتْ يدي معه إلى مَرْغوبه |
وكأنما اقتسم الكميَّ مع الردى | ليكونَ منه نصيبه كنصيبه |