ألا أبلغْ أبا قيسٍ رسولاً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا أبلغْ أبا قيسٍ رسولاً، | إذا ألقَى لها سَمعاً تُبِينُ |
نسيتَ الجسرَ يومَ أبي عقيلٍ، | وَعندَكَ منْ وَقائِعِنا يَقِينُ |
فلسْتُ لحاصِنٍ إنْ لم تزُرْكمْ | خلالَ الدورِ مشعلة ٌ طحونُ |
يدينُ لها العزيزُ إذا رآها، | ويهربُ من مخافتها القطينُ |
تَشِيبُ النّاهدُ العذراءُ فيها، | ويسقطُ منْ مخافتها الجنينُ |
بعيْنَيكَ القوَاضِبُ حينَ تُعْلى | بها الأبطالُ والهامُ السكونُ |
تجودُ بأنْفُسِ الأبْطالِ سُجْحاً، | وأنتَ بنفسكَ الخبُّ الضننُ |
ولا وقْرٌ بسمعِكَ حِينَ تُدْعى | ضُحى ً إذ لا تُجِيبُ ولا تُعِينُ |
ألمْ نتركْ مآتمَ معولاتٍ، | لهُنّ عَلى سَرَاتكُمُ رنِينُ |
تُشيِّنُهمْ، زعمت، بغيرِ شيءٍ، | ونفسكَ لوْ علمتَ بهمْ تشينُ |
قتلتُمْ واحِداً منَّ بألْفٍ، | هَلا لله ذا الظَّفَرُ المُبِينُ |
وذلك أنّ ألفَكُمُ قَليلٌ | لواحدنا، أجلْ أيضاً ومينُ |
فلا زلتمْ، كما كنتمْ قديماً، | ولا زِلْنا كما كُنّا نَكُونُ |
يُطيفُ بكُم من النَّجّارِ قوْمٌ، | كأُسْدِ الغابِ، مَسكنُها العَرِينُ |
كأنا، إذْ نساميكمْ رجالاً، | جِمالٌ حِينَ يَجْتلِدُونَ جُونُ |
ولنْ ترضى بهذا فاعلموهُ، | معاشرَ أوسَ، ما سُمِعَ الحنينُ |
وقد أكرَمتُكمْ وسكنتُ عنكم، | سَرَاة َ الأوْس، لوْ نَفَعَ السُّكونُ |
حياءً أنْ أشاتمكمْ، وصوناً | لعرضي، إنهُ حسبٌ سمينُ |
وأكرمتُ النساءَ، وقلتُ رهطي، | وهذا حينَ أنطقُ، أو أبينُ |