لمنْ منزلٌ عافٍ كأنّ رسومهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لمنْ منزلٌ عافٍ كأنّ رسومهُ | خياعيلُ ريطٍ سابريٍّ مرسمِ |
خلاءُ المبادي ما بهِ غيرُ ركدٍ | ثَلاثٍ، كأمثالِ الحمائمِ جُثَّمِ |
وغيرُ شَجِيجٍ ماثِلِ حالَفَ البِلى ، | وغيرُ بقايا كالسحيقِ المنمنمِ |
تَعُلُّ رِياحُ الصَّيْفِ بالي هَشِيمهِ، | على ماثلٍ كالحوْضِ، عافٍ، مُثلَّمِ |
كستهُ سرابيلَ البلى بعدَ عهدهِ، | وجونٌ سرى بالوابلِ المتهزمِ |
وَقدْ كانَ ذا أهْلٍ كبيرٍ وَغِبْطَة ٍ، | إذا الحبلُ، حبلُ الوصلِ، لم يتصرمِ |
وإذْ نحنُ جيرانٌ كثيرٌ بغبطة ٍ، | وإذْ مضى من عيشنا لم يصرمِ |
وكلُّ حثيثِ الودقِ منبعقِ العرى ، | مَتى تُزْجِهِ الرّيحُ اللّوَاقِحُ يَسجُمِ |
ضعيفِ العرى دانٍ منَ الأرضِ بركهُ | مُسِفٍّ كمِثلِ الطّوْدِ أكظَمَ أسْحَمِ |
فإن تكُ لَيْلَى قد نأتْكَ ديارُها، | وَضَنّتْ بحاجاتِ الفؤادِ المُتيَّمِ |
وهمتْ بصرم الحبلِ بعدَ وصالهِ، | وأصغتْ لقولِ الكاشحِ المتزعمِ |
فما حبلُها بالرّثّ عندي، ولا الذي | يغيرهُ نأيٌ، وإنْ لمْ تكلمِ |
وَما حُبُّها لوْ وكّلَتْني بِوَصْلِهِ، | ولوْ صرمَ الخلانُ، بالمتصرمِ |
لَعَمْرُ أبيكِ الخيرِ ما ضاعَ سرُّكم | لَدَيّ، فتجزِيني بِعاداً وتَصْرِمي |
ولا ضِقتُ ذَرْعاً بالهَوى إذ ضَمنتُهُ، | ولا كظّ صدري بالحديثِ المكتمِ |
ولا كانَ مما كانَ مما تقولوا | عَليّ، ونثّوا، غيرَ ظنٍّ مُرَجَّمِ |
فإنْ كنتِ لما تخبرينَ، فسائلي | ذوي العلمِ عنا كيْ تنبيْ فتعلمي |
مَتَى تَسْألي عنّا تُنَّبيْ بأنّنا | كِرَامٌ وأنّا أهْلُ عِزٍّ مُقَدَّمِ |
وأنّا عَرَانِينُ صُقورٍ، مَصالِتٌ، | نَهُزُّ قَناة ً، متْنُها لمْ يُوَصَّمِ |
لَعَمْرُكِ ما المُعتَرُّ يأتي بلادَنا | لنمنعهُ بالضائعِ المتهضمِ |
وَما السيّدُ الجَبّارُ، حِينَ يُرِيدُنا | بِكَيْدٍ، عَلى أرْماحِنا بمُحرَّمِ |
وَلا ضَيْفُنا عندَ القِرَى بمُدَّفعٍ، | وَما جارُنا في النائِباتِ بمُسْلَمِ |
نبيحُ حمى ذي العزّ حينَ نكيدهُ، | وَنَحمي حِمَانَ بالوَشيجِ المُقوَّمِ |
وَنحنُ إذا لمْ يُبرِمِ الناسُ أمرَهُمْ، | نكونُ على أمرٍ من الحقّ مبرمِ |
ولوْ وزنتْ رضوى بحلمِ سراتنا | لمَالَ بِرَضْوَى حِلمُنا ويَلَمْلَمِ |
وَنَحْنُ إذا ما الحرْبُ حُلّ صِرَارُها، | وَجادَتْ على الحُلاّبِ بالموْتِ والدمِ |
ولمْ يُرْجَ إلاّ كُلُّ أرْوَعَ ماجِدٍ، | شَديدِ القُوى ، ذي عزّة ٍ وتكَرُّمِ |
نكونُ زمامَ القائدينَ إلى الوغى ، | إذا الفَشِلُ الرِّعديدُ لم يتقدّمِ |
فنحنُ كذاكَ، الدهرَ، ما هبتِ الصبا | نعودُ على جهالهمْ بالتحلمِ |
فلوْ فهِموا، أوْ وُفّقوا رُشدَ أمرِهمْ، | لَعُدنا عليهمْ بعدَ بُؤسَى بأنعُمِ |
إنّا إذا ما الأفْقُ أمْسَى كأنّما | على حافَتَيْهِ مُمْسِياً لوْنُ عَنْدمِ |
لَنُطعِمُ في المَشتى ، ونطعنُ بالقَنا، | إذا الحربُ عادتْ كالحريقِ المضرمِ |
وتلقى لدى أبياتنا، حينَ نجتدى ، | مجالِسَ فِيها كُلُّ كهلٍ معمَّمِ |
رَفِيعِ عِمادِ البيتِ، يستر عرضه، | من الذمّ، ميمونِ النقيبة ِ خضرمِ |
جوادٍ على العلاتِ، رحبٍ فناؤهُ، | متى يُسألِ المعروفَ لا يتجهّمِ |
ضَرُوبٍ بأعْجاز القِداحِ إذا شتا، | سَريعٍ إلى داعي الهِياجِ، مُصَمِّمِ |
أشمَّ طويلِ الساعدينِ سميذعٍ، | معيدِ قراعِ الدراعينَ، مكلمِ |