تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي، | وكيفّ انطلاقُ عاشقٍ لمْ يزودِ |
تَرَاءتْ لَنا يَوْمَ الرَّحيلِ بمُقْلَتيْ | غَرِيرٍ بمُلْتَفٍّ مِن السِّدْرِ مُفْرَدِ |
وجيدٍ كجيدِ الرثمِ صافٍ، يزينهُ | توقدُ ياقوتٍ، وفصلُ زبرجدِ |
كأنَّ الثُّرَيّا فَوْقَ ثُغْرَة ِ نَحْرِها | توقدُ، في الظلماءِ، أيَّ توقدِ |
لها حائطانِ المَوتُ أسْفَلَ مِنْهُما | وجمعٌ متى يصرخْ بيثربَ يصعدِ |
ترى اللابة َ السوداءَ يحمرُّ لونها، | |
لعَمْري لَقدْ حالَفْتُ ذُبْيانَ كُلَّها | وعبساً على ما في الأديمِ الممددِ |
وأقبلتُ منْ أرضِ الحجازِ بحلبة ٍ | تَغُمُّ الفَضاءَ كالقَطا المُتَبَدِّدِ |
تحملتُ ما كانتْ مزينة ُ تشتكي | منَ الظلمِ في الأحلافِ حملَ التغمدِ |
أرَى كثْرَة َ المَعْرُوفِ يورِثُ أهْلَهُ | وسَوَّدَ عَصْرُ السَّوْءِ غَيْرَ المُسَوَّدِ |
إذا المرءُ لمْ يفضلْ، ولم يلقَ نجدة ً | معَ القَومِ فَلْيَقْعُدْ بِصُغْرٍ ويَبعَدِ |
وإنّي لأغْنى النّاسِ عَنْ مُتكلِّفٍ | يَرَى النّاسَ ضُلاَّلاً وليس بمُهْتدي |
كَثِيرِ المُنى بالزَّاد، لا خَيْرَ عِندَهُ | إذا جاعَ يوماً يَشْتَكِيهِ ضُحى الغدِ |
نشا غمراً، بوراً، شقياً، ملعناً، | ألَدَّ كأنَّ رأسَهُ رأسُ أصْيَدِ |