طفل يخطّ ملامح الزمن الجديد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قم يا أبي | إني اتّخذت الليل مركب همّتي | منذ ارتمى هذا الظلام | على مبادرة الشفقْ | منذ ارتوى هذا الغلام | وقد تصبّح واغتبق | قم يا أبي | إنّ السُّرى | قد مدّ كفاً للمسافر | والطريق مضرّجٌ بدمائنا | في كلّ زاويةٍ نشمّ روائح الأشلاء | يفضحها العَبَقْ | مازلت أبحث في زوايا الليل | عن حضن الفلق | مازلت أقرأ عزمتي سطراً | يطلُّ ويختفي | في صفحةٍ بيضاء ينشرها الأفق! | .. قم يا أبي: | فالنوم ليس لمثلنا | حتى وإن رفعتْ لك الأحلامُ | بارقةَ الألق | حتى وإن حثّت خطاك السيرَ نحو الصبح | ليس الصبح إلاّ ليلنا الثاني الطويل المستفيق على مصافحة الأرق | ستفيق حتماً يا أبي؛ | ولسوف يصفعك الغسق! | لم يأتِ وقت النوم يا أبتِ أفق! | لم يأتِ وقت النوم يا أبتِ أفق! | ********** | .. طفلٌ أنا! | لكنّ قلبي | صار أكبر من ملامح كلّ وجهٍ مستتر! | .. طفلٌ أنا! | لكنّ كفّي | لا تصافح كفّ شارونٍ | ولاتهوى مصافحة السلام المنتظر! | .. طفلٌ أنا ! | في داخلي قلبانِ: | قلبٌ للحياة ! | وثاني القلبين: قلبٌ للبشر! | ..وغداً ستبدأ قصّتي | وملامحُ الوجه الصغير | ستشرب الألوان من لغة الصور | وغداً ستكتب كلّ أقلام الورى: | ( طفلٌ يصفُّ حجارة الزمن الجديد | على تراب بلاده | بزناده | وزنادُهُ قدح الحجرْ) | |