عجبت لإنسانٍ يراحم رحماناً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عجبت لإنسانٍ يراحم رحماناً | فأوسعَ أهلَ الأرضِ روحاً وريحاناً |
فقامَ لهُ الإيمانُ بالغيبِ ناصحاً | فأرسلَ دَمعَ العينِ للغيب طُوفانا |
فعارضه علمُ الحقائقِ مُفصحاً | بصورة ِ من سوَّاه أصبحَ رحمانا |
وأنزلهُ في الأرضِ وجهاً خليفة ً | على الملأ الأعلى وسمَّاه إنسانا |
فلمْ يكُ هذا منهُ دعوى ً أتى بها | ولكنه بالحال كوَّن محانا |
وشرفه بالشحِّ إذْ كانَ مانعاً | فكانَ النقصانُ فضلاً وإحسانا |
فلوْ لمْ يكنْ في الكونِ نقصٌ محققٌ | لكانَ أخيّ النقصِ يخسر ميزانا |
ولم يك مخلوقاً على الصورة التي | أقام بها عند التنازع برهانا |
فمنْ كانَ بالنقصانِ أصلُ كمالهِ | فلا بدَّ أنْ يعطيكَ ربحاً وخسرانا |
إذا كان بالنقصانِ عينُ كماله | فأصبحَ كالميزان بالحمدِ ملآنا |
فإن عموم الحمدِ ليس كبيرة | من أذكارهِ في كلِّ شيءٍ وإنْ هانا |
فما هانَ في الأذكارِ إلا لعزة ٍ | يميلُ بها عنهمْ مكاناً وإمكانا |
وآخرُ دعوانا أنْ الحمدُ فاستمعْ | وما ثَمَّ قولٌ بعدَ آخرِ دَعوانا |
إذا جاءتِ الأذكارُ للعدلِ تبتغي | مفاضلة ً يأتينَ رجلاً وركبانا |
فيظهرُ فضلُ الحمدِ إذ كنَّ سوقة ً | وكان وجودُ الحمد فيهنَّ سُلطانا |
تأملْ فإني أعلمُ الخلقِ بالذي | أتيتُ بهِ علماً صحيحاً وإيمانا |