من طهره اللهُ لمْ يلحقْ بهِ دنسٌ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
من طهره اللهُ لمْ يلحقْ بهِ دنسٌ | وهو المقدَّسُ لا بل عينه القدسُ |
كأهل بيت رسولِ الله سيِّدنا | وهو الإمام الكريم السيِّد الندسُ |
جاء البشير بما الآذانُ قد سمعت | ألقى قليلا وجلَّ القوم قد نعسوا |
ناموا عن الحقِّ لا بل عن نفوسهمُ | عندَ المواهبِ والأقوامُ ما بخسُوا |
لما تحقق أنَّ النومَ حاكمهم | من أجل ذا جعل الحفاظُ والحرس |
من أجل ذا كانتِ البشرى وكان لهم | من أجل نومهمُ حفظا لهم مس |
فعندما عصموا منْ كلِّ حادثة ٍ | تصيبُ أمثالهمْ قاموا وما جلسُوا |
بحقِّ سيدهم في كلِّ آونة | على الصفاءِ وما خانوا وما لبسوا |
على نفوسهمُ علماً بحالِهمُ | لذاكَ عنْ مشهدِ التحقيقِ ما اختلسُوا |
إنَّ الوجودَ الذي قدْ عزَّ مطلبهُ | فيه وفي مثله الأرواح تفترس |
أغارتِ الخيلُ ليلاً في عساكرهمْ | فقيلَ قدْ قتلوا إذ قيلَ كبسوا |
لو أنهم علموا الأمر الذي جهلوا | على رؤوسهمُ واللهِ ما نكسُوا |
أقولُ قولاً وما في القولِ منْ حرجٍ | ينفي عنِ النفسِ ما إغمَّها النفسُ |
ما نال موسى بما يبغيه من قبس | إلا الذي ناله من أجله القبس |
لو أن أهل وجودِ الجودِ نالهمُ | ما نال موسى من الرحمن ما بئسوا |
لكنهم بئسوا من ذاك واعتمدوا | على ظنونهمُ بالجود إذ يئسوا |
إني رأيتُ فتى ً أعطى الفتوحَ لهُ | بأرضِ أندلس الماءَ والبلس |
ولم يكن عنده نطق يقوم به | وقد تحكم فيه الصمتُ والخرس |
كمثلِ مريمَ قدْ كانتْ سجيتهُ | في رزقهِ فهوَ في الراحاتِ يلتمسُ |
وذاكَ من أعجبِ الأحوالِ إنَّ لهُ | حالَ الغنى وهوَ بينَ الناسِ مبتئسُ |
أحوالُ شخصٍ لأمرِ اللهِ ممتثلٌ | للحكمِ مقتنصٌ للنورِ مقتبسُ |
إنَّ الإمامَ الذي تجري الأمورُ بهِ | في كلِّ نهرٍ من الأحوالِ ينغمس |
والسرُّ يحكمه لا بل يحكمه | في نفسه وبه الساداتُ قد أنسوا |
فما لهم قدم في غيرِ حضرته | وما لجانبه منهم فمندرس |
هم الحيارى السكارى في محارتهم | وما لهمْ في جنابِ الحقِّ ملتمسُ |
الحالُ أفناهمُ عنهمْ وما عرفوا | من هم لذلك قيل اليوم قد نفسوا |
لو أنهم مزقوا منهم وما لهمُ | لديهِ منْ كلِّ خيرٍ فيهِ ما انتكسُوا |
الذاتُ تبهم ما الأسماء توضحه | والقومُ ما قرأوا علماً وما درسوا |
كانت عليهم من أثوابِ العلى حللٌ | فبِئسَ ما خلعوا ونِعْمَ ما لبسوا |
دخلتُ جنة َ عدنٍ كي أرى أثرا | فقيلَ ليسَ جناهمْ غيرَ ما غرسُوا |