لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ | شانٌ وصورتهم من لا له شانُ |
فإنْ نظرتِ إليهم في تصرفهمْ | تقولُ ما هم كما قالوا وما كانوا |
يعم علمهمُ أحوالَ كونهمُ | الماضُ وآلاتُ بالتصريفِ والآنُ |
سُبحانَ من خصَّهم منه بصورته | همُ المقيمونَ في الوقتِ الذي بانوا |
مسافرونَ ولمْ تفقدْ ذواتهمُ | من المجالس والأعيان أعيان |
أجسامهم هي أجسادٌ ممثلة ٌ | للناظرين وهم في العين إنسان |
بهم نراهم كما قلنا ويشهد لي | منْ روية ِ اللهِ عرفانٌ ونكرانُ |
أنت اعترفتَ بمن أنكرتَ صورته | الأمرُ سوقٌ فأرباحٌ وخسرانُ |
وهم ذوو بصر لما يرون وهم | عند الأكابر منا فيه عميانُ |
لا يهتدونَ لما تعطى نواظرهمْ | وما لهمْ في الذي يرونَ برهانُ |
وكلُّ ما انكروا منه أو اعترفوا | به فذلك عند القومِ عرفان |
هم في الكتابِ الذي اخفته غيرته | منهمْ ومنْ غيرهم في الصدرِ عنوانُ |
ما في الوجودِ سوى جودِ خزائنهِ | لها إذا نزلتْ بالخلقِ ميزانُ |
لكنهُ عندَهُ لا عندهُمْ ولذا | يخيب في نظر الإنصاف أوزان |
وما يخيب ولكن هكذا اعتبرت | بما يفصلهُ حقٌّ وبهتانُ |
لذاك أوجدهم طبعا وكلفهم | شرعاً فوزنهمُ نقصٌ ورُجحان |
ووزنُ ربكَ عدلٌ جلَّ عنْ غرضٍ | يقيم ميزانَه بَرٌّ ومحسانُ |
مع العليمِ بما تحويه جنته | دونَ اشتراكٍ ومنْ تحويهِ نيرانُ |
بالاشتراكِ ومنْ يخلصْ لمقعدهِ | في النارِ ليسَ لهُ في الحشرِ ميزانُ |
بذا أتى خبرُ الأرسالِ قاطبة ً | وقدْ أتى بالذي ذكرتُ قرآنُ |