أرشيف الشعر العربي

لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ

لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ شانٌ وصورتهم من لا له شانُ
فإنْ نظرتِ إليهم في تصرفهمْ تقولُ ما هم كما قالوا وما كانوا
يعم علمهمُ أحوالَ كونهمُ الماضُ وآلاتُ بالتصريفِ والآنُ
سُبحانَ من خصَّهم منه بصورته همُ المقيمونَ في الوقتِ الذي بانوا
مسافرونَ ولمْ تفقدْ ذواتهمُ من المجالس والأعيان أعيان
أجسامهم هي أجسادٌ ممثلة ٌ للناظرين وهم في العين إنسان
بهم نراهم كما قلنا ويشهد لي منْ روية ِ اللهِ عرفانٌ ونكرانُ
أنت اعترفتَ بمن أنكرتَ صورته الأمرُ سوقٌ فأرباحٌ وخسرانُ
وهم ذوو بصر لما يرون وهم عند الأكابر منا فيه عميانُ
لا يهتدونَ لما تعطى نواظرهمْ وما لهمْ في الذي يرونَ برهانُ
وكلُّ ما انكروا منه أو اعترفوا به فذلك عند القومِ عرفان
هم في الكتابِ الذي اخفته غيرته منهمْ ومنْ غيرهم في الصدرِ عنوانُ
ما في الوجودِ سوى جودِ خزائنهِ لها إذا نزلتْ بالخلقِ ميزانُ
لكنهُ عندَهُ لا عندهُمْ ولذا يخيب في نظر الإنصاف أوزان
وما يخيب ولكن هكذا اعتبرت بما يفصلهُ حقٌّ وبهتانُ
لذاك أوجدهم طبعا وكلفهم شرعاً فوزنهمُ نقصٌ ورُجحان
ووزنُ ربكَ عدلٌ جلَّ عنْ غرضٍ يقيم ميزانَه بَرٌّ ومحسانُ
مع العليمِ بما تحويه جنته دونَ اشتراكٍ ومنْ تحويهِ نيرانُ
بالاشتراكِ ومنْ يخلصْ لمقعدهِ في النارِ ليسَ لهُ في الحشرِ ميزانُ
بذا أتى خبرُ الأرسالِ قاطبة ً وقدْ أتى بالذي ذكرتُ قرآنُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محيي الدين بن عربي) .

هيهاتَ هيهاتَ لما توعدونْ

تعالى اللهُ لمْ يدركهُ عقلٌ

فإن نسي الإنسان ركناً فإنَّهُ

ذكرى إلهي ليسَ عنْ نسيانِ

لمَّا نظرتُ إلى مجموعِ أحوالي


مشكاة أسفل ٢