هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هذا الوجودُ الذي بالعرف نعرفه | ليسَ الوجودُ الذي بالكشفِ نعلمُهْ |
العقلُ يجهله والفكر ينكره | والذكرُ يظهرهُ والسرُّ يكتمهُ |
هوَ الإلهُ ولا تدري مظاهرُه | بأنه عينها والحقُّ يبهمهْ |
على العقولِ التي العاداتُ تحجبها | لذاك تنكر ما الأسرار تفهمه |
إلا على واحد من كل طائفة | فإنَّ ربكَ بالتعريفِ يكرمهُ |
يا ربّ غفراً وعفواً إنني رجلٌ | من يطلب الأمر مني لست أعلمه |
إلا بأمرك إن العبد ليس له | تصرفٌ دونَ أمرٍ منكَ يعلمهُ |
وهبتني كرماً سرّاً فبحت به | ولم يكن أدباً ما قاله فمه |
عتبتَ عبدكَ فيهِ ثمَّ قمتَ بهِ | عنهُ لتحفظهُ إذْ أنتَ تلهمهُ |
محوته من صدورٍ أنت تعرفها | بسنة ٍ أو نهاسٍ فاحتمى دمهُ |
ما كنتُ أعلمُ أنَّ الأمرَ فيهِ كذا | عند الإله وأن العتب يلزمه |
لولا محبتُه فينا لعذبنا | ولا يهانُ منَ الرحمنِ مكرمهُ |
إنَّ الذي شاءَ ربي أنْ أدخرهُ | أريد أعربه والحالُ يعجمه |
إلا الذي قلبِ منْ قدْ شاءَ خالقنا | يدري به فلسانُ الوقتِ يبرمه |
كالتونسيِّ ومنْ يجري بحلبتهِ | منَ القلوبِ التي تعطى وتكتمهُ |
أعطيت كلَّ محل ما يليق به | وقلت فيه مقالا لا أجمجمه |
يقولُ للقولِ كلْ حتى يكونَ بهِ | منْ بعدِ ذلكَ يأتيهِ يندمهُ |
لو لم يكوّنه لم تظهر حقيقته | لكنهُ العلمُ بالمعلومِ يحكمهُ |
يقضى عليهِ بهِ فالحقُّ بايعهُ | لكنهُ بحدوثِ العينِ يوهمهُ |