رأيتُ البدرَ في فلكِ المعالي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
رأيتُ البدرَ في فلكِ المعالي | يشيرُ إليَّ حالاً بعدَ حالِ |
ويطلبني ليسلبني فؤادي | فيحوجني إلى ذلِّ السؤالِ |
دعاني بالغداة ِ دعاءَ بلوى | إلى وقتِ الظهيرة ِ والزوالِ |
فلما لم يجبه دعاه حباً | ووجداً دائماً أخرى الليالي |
فلم يكن غير قلبي من دعاه | فما ظفرت يداي من النوال |
بشيءٍ غيرَ نفسي إذْ أجابتْ | فحرت إلى الوصال من الوصال |
وقولي من إلى لا علم فيه | وفيه علمه عند الرجال |
رجالُ اللهِ لا أعني سواهمْ | فضوءُ البدرِ ليس سنا الهلال |
ومنْ وجهٍ يكونُ سناهُ أيضاً | كما أنَّ الهدى عينُ الضلالِ |
رجالُ الله لا أعني سواهم | يميزه المحل وليس غير |
وليسَ يخالها منهُ بوجهٍ | ولمْ يكثرْ بها فاعلمْ مقالي |
دعاني في المودة ِ والوصالِ | بألسنة ِ العداوة ِ والتقالي |
إذا كان الإمام يؤم قوماً | همُ الأعلونَ آلَ إلى سفالِ |
وجيدٌ عاطلٌ لا شكَّ فيهِ | يميز قدره عن جيد حالِ |
فآل المعتلى بأبي قبيس | إذا شاء الصلاة إلى سفال |
كظهرِ البيتِ منزلهُ سواءٌ | يؤدِّي من علاه إلى اعتلال |
ولكن في صلاتك ليس إلا | ووجداً دائماً أخرى الليالي |
فإنَّ العبد عبد الله ما لم | تراهُ دريئة ً بينَ العوالي |
لذلك إن أقيم على يقين | إشارة ُ أسهمٍ عندَ النضالِ |
ومنْ بعضِ الزجاجِ هوى ً وعجباً | يطيعُ العالياتِ منَ الطوالِ |
ألا إنَّ الطبيعة َ خيرُ أمٍّ | وفيها الكون من حكمِ البغال |
ألا إنَّ الطبيعة َ أمّ عقمٍ | إذا كان البغالُ من البغالِ |
ستورٌ في ظهور الخيلِ مهما | رأيتَ الخيلَ ترمى بالمخالي |
إذا إنسانُ شخصٍ منْ فيالٍ | تعينت اليمين من الشمال |
فقوٍ شمالهُ ليعودَ طلقاً | فهذا حكمُهُ يومَ النزالِ |
وكن في القلبِ منه تكن إماماً | إذا تدعو جحاجحة ً النزالِ |
مقارعة ُ الكتائبِ ليسَ يدري الـ | ـذي تحويهِ رباتُ الحجالِ |
ففي الدنيا بدت أسماء ربي | فعاينتِ النقائصَ في الكمالِ |
وفي الأخرى إذا حققتُ أمري | أكونُ بها كأفياءِ الظلالِ |
كمالُ الأمرَ في الدنيا لكوني | ظهرنا بالجلالِ وبالجمالِ |
وفي الأخرى يريكَ كمالَ ربي | فنائي عندَ ذلكَ أو زوالي |
كمالُ الحقِّ في الأخرى يراهُ | كمالي في الجنان بما يرى لي |
كمالي أنْ أكون هناك عبداً | فمالي والسيادة َ قلْ فمالي |
وكن من أعظم الخدماء عندي | بها صححت في الأخرى كمالي |
إذا كان التكوُّن بانحراف | فعين النقصِ عين الاعتدال |
سبقتُ القومَ جدّاً واجتهاد | على كوماءَ مشرفة ِ القذالِ |
أصابتْ عينُ منْ تهوى مناصي | فقامَ بساقها داءُ العقالِ |
وكنتُ أخاف من حدِّي وعدوي | أصابَ بنظرة ِ الداءِ العضالِ |
وكنتُ منَ السباقِ على يقينٍ | فأخرني القضاءُ عنِ النوالِ |
بأعمالي فبتُ لها كئيباً | اردّد زفرتي من شغلِ بالي |
ولكني سبقتُ القومَ علماً | ومعرفة ً إليهِ فما أبالي |
فإنَّ الله ينزلني إليه | بعلمي بالكثيبِ مع الموالي |
وهذا العلمُ كنتُ بهِ كريماً | أردّ به السفالَ إلى الأعالي |
من العمال قد عصموا وفازوا | فأجني منهمُ ثمرَ الفعالِ |
نفخت بعلمنا روحاً كريماً | بأجسامٍ منْ أعمالِ الرجالِ |
فإني قدْ سبقتهمْ اعتناءً | بتعليمي إلى دارِ الجلالِ |