إذا كان من ترجونه تحذرونه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا كان من ترجونه تحذرونه | فكيفَ لكمْ بالأمنِ والخوفُ حاصلُ |
وكيف لكم بالخوفِ والأمن مانعٌ | فقلْ لي ما المعمولُ فالعبدُ قابلُ |
وإنَّ اعتدال الأمر ليس بواقع | ولا نافع فاعلم فما فيه طائل |
فلا بدَّ من ترجيح أمر فإنه | هو الغرض المطلوبُ فالأصل مائل |
فلولا وجودُ الميلِ لمْ تكُ عيننا | ولا ينكرُ العالمينَ إلا الأسافلُ |
لقدْ قالَ لي شخصٌ أمينٌ بمكة َ | عن السيِّد المختارِ ما أنا قائل |
سألتُ رسولَ اللهِ في الأمرِ قالَ لي | ألا إنَّ قولي ما يقول الأوائل |
وقلتُ لكمْ عني خذوهُ فإنهُ | هو الحقُّ لا عنهم وهنَّ الفواضل |
نفوسٌ كريماتٌ أتينَ بكلِّ ما | أتتكم به الأرسال والحقُّ فاصل |
فمنْ شاءَ فيرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ | فإني إلى الله المهيمنِ راحلُ |
فقلت له: نامت جفونك إنها | لبشرى فقل ما شئتَ إنك فاضل |
وبشرني أيضاً بأنَّ نصيبنا | من البيت رُكنُ قبلته الأفاضل |
ولازمني حتى أتته بمكة | منيته فاغتمّ عالٍ وسافلُ |
أتاني رسولٌ بالوراثة ِ فاضلٌ | بإشبيلة الغرّاء في العلمِ كامل |
فقالَ لنا علمُ الحروفِ دليلنا | على أنك الندبُ الإمامُ الحُلاحل |
فلستَ ترى في الرُّقم حرفاً مسطراً | تعين الا وهو للكلِّ شامل |
وفي كلِّ حرفٍ اختصاصٌ مبينٌ | يراهُ على التعيينِ منْ هوَ عاملُ |
بما في حروفِ الرقمِ واللفظِ عالمٌ | يذبُّ بهِ عنْ نفسهِ ويناضلُ |
عن أمرٍ إلهيّ يكون مقدَّراً | بتقدير من ترجى لديه الوسائل |
يحل به في كلِّ رحب ومارق | إذا هي حلَّت بالنفوسِ النوازل |