ألا انعم صباحا أيها الوارد الذي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا انعم صباحا أيها الوارد الذي | أتانا فحيانا من الحضرة ِ الزلفى |
فقلت له أهلاً وسهلا ومرحبا | بواردِ بشرى جاءَ من موردٍ أصفى |
فقال: سلامٌ عندنا وتحية | عليكم وتسليم من الغادة الهيفا |
من اللاءِ لمْ يحجبنَ إلا بقية ً | فقلت له القنوى فقال هي الذلفا |
لقد طلعت في العين بدراً مُكملا | وفي جيدنا عقداً وفي ساعدي وقفا |
فقلت لها: من أنت؟ قالت: جهلتني | أنا نفسكَ الغرا تجلتْ لكمْ لطفا |
فأعرضتُ عنها كيْ أفوزَ بقربها | وطأطأتُ رأسي ما رفعتُ لها طرفا |
وقد شغفتُ حباً بذاتي وما درتْ | وقد مُلئت تيهاً وقد حُشيَتْ ظرفا |
وثارتْ جيادُ الريحِ جوداً وهمة ً | وما سبقتْ ريحاً تهبُّ ولا طرفا |
وجاء الإله الحقُّ للفصل والقضا | على الكشفِ والأملاكُ صفاً لهُ سفا |
عنِ الحكمِ عنْ أعياننا وهوَ علمهُ | وما غادروا مما علمتُ به حرفا |
لذلك كانت حجة الله تعتلي | على الخصمِ شرعاً أو مشاهدة ً كشفا |
وهبَّ نسيمُ القربِ منْ جانبِ الحمى | فأهدى لنا من نشرِ عنبرهِ عُرفا |
حبستُ على من كان مني كأنه | فؤادي وأعضائي لشغلي به وقفا |
وما برحتْ أرسالهُ في وجودنا | على حضرتي بما أرسلتْ عرفا |
وأرواحهُ تزجي سحائبَ علمهِ | إلى خلدي قصدا فيعصفها عَصفا |
يشف لها برق بإنسانِ ناظري | وميضُ سناه كاد يخطفه خطفا |
ويعقبهُ صوتُ الرعودِ مسبحاً | ليزجرها رحمي فيقصفُها قصفا |
يخرجُ ودقُ الغيثِ من خللٍ بها | فتصبحُ أرضُ اللهِ كالروضة ِ الأنفا |
شممتُ لها ريحاً بأعلامِ راية ٍ | كريَّا حمياها إذا شربت صرفا |
ولما تدانتْ للقطافِ غصونُها | تناولتُ منها كالنبيّ لهم قطفا |
ولما تذكرتُ الرسول وفعله | على مثلِ هذا لمْ أزلْ أطلبُ الحلفا |
وراثة من أحيى به الله قلبَه | ولو كنت كنتُ الوارثَ الخلف الخلفا |
ألا إنني أرجو زوال غوايتي | وأرجو من اللهِ الهداية َ والعطفا |
إذا ما بدا لي الوجهُ في عينِ حيرتي | قررتُ بها عيناً وكنتُ بها الأحفى |
تبينُ علاماتٌ لها عندَ ذي حجى ً | وأعلامها بين المقاماتِ لا تخفى |