الناسُ أولاد حوّاء سواي أنا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
الناسُ أولاد حوّاء سواي أنا | فإنني ولد للوالدِ الذكرِ |
إن الأنوثة من نعتِ الرجال لذا | تراهمُ يحملون العلم في الصورِ |
فيصبحونَ حبالى حاملين بهِ | حملَ السحابِ لما فيها من المطرِ |
يحي بهِ كلُّ ميتٍ لا حراكَ بهِ | فيشكر الحيّ شكرَ الزَّهر للزهر |
فالزهرُ أسماؤهُ الحسنى بجملتها | والزهرُ ما أعطتِ الأسماءُ منْ أثرِ |
يا رحمة َ اللهِ قدْ حزتِ الوجودَ فما | في الكونِ مقلة ُ عينٍ تخلو منْ نظرِ |
بهِ يرونَ وجودَ الكونِ فيهِ كما | يرون فيه وجودَ الحقِّ في البشر |
ما بين ضمٍّ وفتحٍ قد بدتْ عبر | لكلِّ قلبٍ سليمٍ فيهِ معتبرِ |
تربى على قوة ِ الأرواحِ قوتُهُ | فليسَ يحرقهُ الإدراكُ بالبصرِ |
لأنه سبحات الوجه فاعتبروا | في النورِ والظلمة ِ العمياءِ والغيرِ |
هما الحجابُ لها ولم يقم بهما | إحراقها لا ولا ما فيه من ضرر |
والحجب ليس سوانا وهو خالقنا | ونحنُ مجلى ً لهُ بالسمعِ والبصرِ |
كذا رأيناهُ ذوقاً في مشاربِنا | كما رويناه فيما صح من خبر |
هوَ القويُّ حينَ ما تعطي جوارِحنا | من النتائج فانظر فيه وادّكر |
لولاهُ ما نظرتْ عينٌ ولا سمعتْ | أذن لما قد تلاه الحقُّ في السور |
الله يخلقنا والله يخلفنا | على الدوام كما قد جاء في الزبر |
وما له خبرٌ فينا يخبرنا | سوى الذي نحن فيه اليوم من سير |
وما تكونَ عنهُ منْ تقابلنا | في جنة ِ الخلد والمأوى على سرر |
ومنْ يكونُ على ضدِّ النعيمِ بما | يلقاهُ منْ ألمِ الضراء في سقرِ |
ليسَ التعجبُ منْ هذا وما عجبي | إلا بأني مع الأنفاس في سفر |
دنيا وآخرة ٌ فانظرْ ترى عجباً | في حالِنا واعتبرهُ صنعَ مقتدرِ |
والجوهر الأصل باقٍ لا زوال له | هوَ المحلّ لما بيديهِ منْ صورِ |
الله جلى لنا ما قد جلاه لنا | على صفاءٍ بلا شَوْبٍ ولا كَدَرِ |
لذا أرى زمراً تأتي على زُمَرٍ | كما أتتْ في كتاب الله في الزمر |
إنَّ المياه على مقدار أعينها | فمنه منهمرٌ وغير منهمِر |
إنَّ السحابَ بخارُ الأرضِ أنشأهُ | ماء يحلله للنجمِ والشجرِ |
شيئاً فشيئاً ويبقى بعضها لندى ً | أو تستحيل هواء في ذرى الأكر |
لذا رأيت خروج الودْق من خللِ | فيهِ ليبرزَ ما في الروضِ من ثمرِ |