إله تعالى أن يرى ببصيرة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إله تعالى أن يرى ببصيرة | ولا بصرٌ والنصُّ جاءَ بإبصارِ |
وليسَ يُرى شيءٌ سواهُ وإنَّه | على كلِّ حالٍ عينُ ذاتي ومقداري |
لذاكَ يسمى ظاهراً باطناً لنا | لأثبت أو أنفي فالأسماءُ أبصاري |
فلا تجزَعَن فالأمرُ والشانُ واحد | ولا تلتفت إلى يساري وإعساري |
فإني عينُ الأمرِ إنْ كنتَ موسراً | ولستُ لهُ عيناً بعسري وإقتاري |
ألا إن عيني شاهد وشهادتي | كذلكَ فيما صحَّ فيهِ من أخباري |
لقد أثبتُ الأرحامَ بيني وبينه | وإنَّ أولي الأرحامِ أوْلى بأقداري |
أنا سجنُه منه إذا كنت رحمة | وإنْ لم تكن رحمتي فقد بعدت داري |
ألا إنني جارَ لمنْ هو صورتي | وقد جاء حقُّ الجارِ فرضٌ على الجار |
فقدْ أثبتَ المثلُ الذي قدْ نفاهُ لي | بليسَ وقدْ حارتْ لذلكَ أفكاري |
إذا قلت: مثل قال: لا فأقول لا | وإنْ قلتُ لا : أبقى رهيناً بأوزاري |
فما هوَ لي بعضٌ ولا أنا كلهُ | وما ثم كلّ غير ما برأَ الباري |
ولما بدا خلقي بعيني رأيتني | بأسمائه الحسنى وسبعة أسوار |
وما أنا إلا جودُه ووجودُه | وإنَّ الذي يبدو لعينكَ آثاري |
تعالى بأنْ يحظى بغير وجودِه | وأين مع التحقيقِ عينٌ لأغياري |
إذا قمتُ أثني والثناءُ كلامُهُ | فما أنا فيما قدْ حمدتُ بمكثارِ |
إذا أبصرتْ عيني جمالَ وجودِه | أكونُ بهِ في الحالِ صاحبَ أنوارِ |
وإنْ لم أكن أبصر سواي فإنني | لعالمِ وقتي بي وصاحبِ أسرارِ |
ولكنْ متى أنْ دامَ بي ما ذكرتُهُ | وذلكَ في التحقيقِ يثبتُ أضراري |