أسماءُ أسمائهِ الحسنى التي تبدي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أسماءُ أسمائهِ الحسنى التي تبدي | هيَ الكثيرة ُ بالأوتارِ والعددِ |
وما بأسمائه الحسنى التي خفيتْ | عن العقولِ سوى حقيقة ِ الأحدِ |
وإنَّ أسماءَه الحسنى التي بقيتْ | لنا وإن جهلت من أعظم العدد |
ولاظهورٌ لها فإنها نسبٌ | فكيفَ أجعلها في الدفعِ معتمدي |
والناسُ في غفلة ٍ عمَّا ذكرتُ لهمْ | فيها وعنْ سبلِ التحقيقِ في حيدِ |
فليسَ يفقدها وليسَ يوجدُها | والفقد والوجد في سلم وفي لدد |
فليتَ شعري إذا مرَّ الزمانُ بها | هل يبقى للكون من خُلدٍ ومن أبد |
وكيفَ يبقى ولا دورٌ يعدُّ بهِ | والدهر يعرف بالأدوار والمدَد |
وما تسمى بهِ الحقُّ العليمُ سدى ً | إلا من أجلِ الذي يعطيهِ من مددِ |
ها إن ذي حكمة تجري بصورتها | معَ الزمانِ ولكنْ لا إلى أمدِ |
لا بل إلى أبد الآباد جريتها | هلْ في الزمانِ زمانٌ فاعتبرْ تجدِ |
والله لو علمتْ نفسي بما سمحت | من العلومِ التي أعطتكَ في الرّفَد |
بذاتها وهيَ لمْ تشعرْ بما وهبتْ | من العطايا لماتت وهي لم تجد |
فاشكر إلهك لا تشكر عطيتنا | إن العطايا لمن لو شاء لم تفد |
هذا من الجهة ِ المقصودِ جانبها | كما الوفودُ لمن لو شاء لم يفد |
إنَّ الورودَ الذي في الكونِ صورتُهُ | من النفوسِ التي لو شاء لم ترِد |
هذا هوَ الأدبُ المشروعُ ليسَ لهُ | إلاّ أداة امتناعِ الشيءِ لم يرد |
قدْ قلتُ فيهِ مقالاً لستُ أنكرهُ | إذِ النفوسُ عن التحقيق لم تحد |
إنَّ العلومَ التي التحقيقُ جاء بها | هي العلومُ التي تهدي إلى الرشدِ |
رشد المعارفِ لا رشد السعادة ِ و | الإيمانُ يسعدُ أهلَ الصورِ والجسدِ |
فاحمدْ إلهكَ لا تحمدْ سواهُ فما | يعطي السعادة َ إلا حمدُهُ وقدِ |
لا تنكروا الطبعَ إنَّ الطبعَ يغلبني | والحقُّ يغلبه إنْ كانَ ذا فَنَد |
دين العجائزِ مأوانا ومذهبُنا | وهوَ الظهورُ بهِ في كلِّ معتقدِ |
به أدين فإنَّ الله رجحه | على التفكُّر في كشفٍ وفي سَنَدِ |
في كلِّ طالعة ٍ عُليا ونازلة ٍ | سُفلى معَ القولِ بالتوحيدِ للأحد |
سكنْ إلهي روعاتي فإنَّ لها | ميلاً شديداً إلى ما ليسَ مستندي |
إنّ الركونَ إلى الأدنى منَ السببِ | الأعلى تجد طعمَه أحلى من الشَّهد |
ولا أخص به أنثى ولا ذكراً | ولا جهولاً ولا منْ قالَ بالرصدِ |
بل حكمُهُ لم يزلْ في كلِّ طائفة ٍ | من كلِّ صاحبِ برهانٍ ومعتَقَد |
لولا مسامحة ُ الرحمنِ فيك لما | رأيتُ شخصاً سعيداً آخرَ الأبدِ |
هوَ الإلهُ الذي عمَّتْ عوارِفهُ | لما سرى الجودُ في الأدنى وفي البعد |
ألا ترى الجودَ بالإيجاد عمَّ فلم | يظهر به أحد فضلاً على أحد |