أمرتَ فلمً أسمع دعوتُ فلمْ تجبْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمرتَ فلمً أسمع دعوتُ فلمْ تجبْ | ألا ليتَ شعري منْ هوَ الربُّ والعبدُ |
تسترت عني بي فقلت بأني | ظهرتُ فلمْ تخفَ خفيتَ فلمْ أبدُ |
طلبتكمُ مني فلمْ أرَ غيركمْ | فهل حكمُ القبلِ المحكمُ والبعدُ |
قعدتُ بكمْ عنكمْ لكوني كونكُم | فلما قعدنا قمتَ أنت بنا تعدو |
إليكمْ عسى يبدو وجودي إليكمُ | فألقيته في إسمٍ يقال لهُ الفردُ |
فأسماؤك الحسنى يكثر كونها | وجودي ولولا ذاكَ لمْ يكنِ البعدُ |
فمنْ يحصها حالاً يكونُ بجنة ٍ | ومن يحصها عدّاً يكون له الحدّ |
لي البعدُ والتداني من اسمكمْ | فبعدي لكم قربٌ وقربي بكمْ بعدُ |
إذا أنتَ أعطيتَ النعيمَ وجدتني | شكوراً وإن لم تعطني فلك الحمد |
مركبنا يبغيه برهانُ وجدكم | وأفراده بالذاتِ يطلبها الحدّ |
فمنْ قامَ في الأفرادِ فالحدُّ آجلٌ | ومن قام في التركيب برهانه النقد |
فكم بين موضوع حماه محرَّم | وكمْ بينَ محمولٍ يساعِدهُ الجدُّ |
إذا غطني ملقى الحديثِ بباطني | ففي حلِّ تركيبي يكونُ له قصد |
فيفصم عني وهوَ للذاتِ قاهرٌ | إذا بلغ المقصودُ من غطى الجهد |
أسايرُهُ حتى إذا ينقضيَ الذي | أتاني بهِ ألوي على عقبي أعدُو |
يزملني منْ كان عندي حاضراً | لما هدَّ مني ما تضمنَّه العهدُ |
ولستُ بما قدْ قلتهُ بمشرِّعٍ | لقومي ولكني ورثتُ فلمْ أعدُ |
بما أنا مأمورٌ به أنا آمرٌ | وما لي مهما جاني منهما بدُّ |
لعبت بشطرنجِ العقولِ مدبراً | ولي في الذي يبدو القبولُ أو الردّ |
وبالنردِ يلهو صاحبُ الشرعِ والحجى | وقد عرفَ المطلوبَ من لهوِهِ النردُ |
وبينهما شطرنجُ نردٍ لمنْ يرى | ويقضي عليه ما يقابله العقد |
تولّى على الأسرارِ سلطانُ ودِّه | وأفلحَ شرٌّ كانَ سلطانَهُ الودُّ |
له حرمات في شهور تعينت | فواحدهم فردٌ وباقيهمُ سرد |
إذا أنتَ شاهدتَ الوجودَ وجودُهُ | بذلكَ ما يعطيهِ من قدحِهِ الزندُ |
ولكنه بالريح روحٌ بقائه | يقال لهُ في عرفنا النفخُ والوقدُ |
فيفعلُ فعلَ النورِ والنارِ وسمُهُ | كما لهما الإطفاء والذم والحمد |
فخضَّ بفتحِ النونِ إذْ عمَّ نفعهُ | ورحمتُهُ والضمُّ من شأنهِ السدُ |
فتطمع فيه الكاعبات لنفعه | وترهبُ منهُ في أماكنها الأسدُ |