إذا خَفَقَ النجم السعيدُ بشرقه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا خَفَقَ النجم السعيدُ بشرقه | يقول لسانُ الحالِ منه بلا امترا |
تأملْ حجاباً كان قد حال بيننا | له مكنة ٌ تسمو على ظاهرِ السوا |
خِزانة ُ أسرارِ الإله وغيبُه | ومنبعُ اسرارٍ تراءَتْ لذي حجى |
ركضنا جياد العزمِ في سَبسَبِ التقى | وقد سترتْنا غيرة ُ فحمة الدُّجى |
وأُبنا بما يُرضي الصَّديقَ فلو ترى | ركائبُنا للغب تنفخُ في البُرى |
غلوتُ على نجبٍ من السمرِ ضمرَّ | رقيتُ بها حتى ظهرتْ لمستوى |
وعاينتُ من علمِ الغيوب عجائباً | تصانُ عن التذكارِ في رأي من وعى |
فمِنْ صادحاتٍ فوق غُصنِ أراكة | يهجن بلابيلَ الشجيِّ إذا دعا |
ومن نيراتٍ سابلاتٍ ذؤابُها | أفيضوا علينا النور من قَرصَة ِ المهى |
ومن نقرِ أوتارٍ بأيدي كواعبٍ | عذات الثنايا طاهراتٍ من الخَنا |
ومن نافثاتِ السِّحر في غسقِ الدجى | عسى ولعلَّ الدهر يسطو بهم غدا |
وقد علموا قطعاً إصابة َ نفثهِ | لكلِّ فؤادٍ ذلَّ عن طرقِ الهدى |
دخلتُ قبورَ المؤمنينَ فلم أجد | سوى الحُورِ والوِلدان في جنة ِ الرضى |
فقلتُ هنيئاً ثم جُزتُ ثمانيا | من المنزلِ الأدنى لسدرة منتهى |
وقصَّ جناحُ الرَّيبِ من عين مُبصر | وفضَّ ختامُ المسك في سُجة الضحى |
فيا ليت أن لا أبصر الدهر واحداً | أُسِرُّ به إلا انقلبت على زكا |
ولما لحظتُ العلم ينهضُ عُنوة | على نجبِ الأوراقِ أيقنتُ بالبقا |
وقلتُ لفتيانِ كرامٍ انزلوا | على المسجد الأقصى إلى كعبة ِ الدما |
وقوموا على بابِ الحبيبِ وبلغوا | رسالة َ مَنْ لو شاء كان ولا عنا |
فقاموا ونادوا بالحبيبِ وأهله | سلامٌ على أهلِ المودَّة ِ والصفا |
سلامٌ عليكم منكم إن نظرتم | بعين مسوّى بين من طاع أو طغى |
فقام رئيسُ القومِ يبتدرونهُ | رجالٌ أتت أجسامهم تسكنُ العلى |
وقال عليكم مثلُ ما جئتم به | فقام خبيرُ القومِ يمنحني القرى |
ألا فاسمعوا قولي دعُوا سِرَّ حكمتي | وهذا دعائي فاستجيبوا لمن دعا |