يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ | وابكي على اروعَ حامِي الذمارْ |
فرعٍ منَ القومِ الجدى | أنْماهُ منهُمْ كلُّ محضِ النِّجارْ |
أقولُ لمّا جاءَني هُلْكُهُ | وصرَّحَ النَّاسُ بنجوى السّرارْ |
أُخَيّ! إمّا تَكُ وَدّعْتَنَا | فَرْعٍ منَ القَوْمِ كريمِ الجَدا |
فرُبّ عُرْفٍ كنْتَ أسْدَيتَهُ | الى عيالٍ ويتامى صغارْ |
وربَّ نعمى منكَ انعمتها | على عُناة ٍ غُلَّقٍ في الإسارْ |
أهْلي فِداءٌ للّذي غُودِرَتْ | أعْظُمُهُ تَلْمَعُ بَينَ الخَبارْ |
صَريعِ أرْماحٍ ومَشْحوذَة ٍ | كالبرقِ يلمعنَ خلالَ الديارْ |
مَنْ كانَ يَوْماً باكياً سَيّداً | فليبكهِ بالعبراتِ الحرارْ |
ولتبكهِ الخيلُ اذا غودرتْ | بساحة ِ الموتِ غداة َ العثارْ |
وليبكهِ كلُّ اخي كربة ٍ | ضاقتْ عليهِ ساحة ُ المستجارْ |
رَبيعُ هُلاّكٍ ومأوى نَدًى | حينَ يخافُ النَّاسُ قحطَ القطارْ |
أسْقَى بِلاداً ضُمّنَتْ قَبْرَهُ | صَوْبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَّوارْ |
وما سؤالي ذاكَ الاَّ لكي | يسقاهُ هامٍ بالرَّوي في القفارْ |
قُلْ للّذي أضْحَى بهِ شامِتاً: | إنّكَ والموْتَ، مَعاً، في شِعارْ |
هَوّنَ وَجدي أنّ مَنْ سَرّهُ | مَصْرَعُهُ لاحِقُهُ لا تُمارْ |
وانَّما بينهما روحة ٌ | في إثْرِ غادٍ سارَ حَدَّ النّهارْ |
يا ضارِبَ الفارِسِ يَوْمَ الوَغَى | بالسَّيفِ في الحومة ِ ذاتِ الاوارْ |
يرديِ به في نقعها سابحٌ | أجرَدُ كالسِّرْحانِ ثَبْتُ الحِضارْ |
نازلتَ ابطالاً لها ذادة ٌ | حتى ثَنَوْا عن حُرُماتِ الذِّمارْ |
حلفتُ بالبيتِ وزوَّارهِ | إذْ يُعْمِلُونَ العِيسَ نحوَ الجِمارْ |
لا أجْزَعُ الدّهْرَ على هالِكٍ | بَعْدَكَ ما حَنّتْ هوادي العِشارْ |
يا لَوْعَة ً بانَتْ تَباريحُها | تَقْدَحُ في قلبي شَجاً كالشِّرارْ |
ابدى لي الجفوة َ منْ بعدهِ | منْ كانَ منْ ذي رحمٍ أو جوارْ |
إنْ يَكُ هذا الدّهرُ أوْدَى بِهِ | وصارَ مسحاً لمجاري القطارْ |
فكلُّ حيٍّ صائرٌ للبلى | وكلُّ حبلٍ مرَّة ً لاندثارْ |