أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ | بدمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ ولا نَزْرِ |
وتَسْتَفرِغانِ الدّمْعَ أوْ تَذْرِيانِهِ | على ذي النّدى والجود والسيّد الغمرِ |
فَما لَكُما عن ذي يَمينينِ فابْكِيا | عليهِ معَ الباكي المسلَّبِ منْ صبرِ |
كأنْ لم يقلْ أهلاً لطالبِ حاجَة ٍ | وَكانَ بليجَ الوجهِ منشرحَ الصَّدرِ |
ولم يَغْدُ في خَيْلٍ مجَنَّبَة ِ القَنَا | ليُرْوِيَ أطْرَافَ الرّدَيْنِيّة ِ السُّمْرِ |
فشأنُ المنايَا اذْ اصابكَ ريبها | لتَغدو على الفتيانِ بعدَكَ أوْ تَسري |
فمنْ يضمنُ المعروفَ في صلبِ مالهِ | ضَمانَكَ أو يَقري الضّيوفَ كما تقري |
جَرادٌ زَفَتْهُ ريحُ نجدٍ إلى البَحرِ | |
وكائنْ قرنتَ الحقَّ منْ ثوبِ صفوة ٍ | ومنْ سابحٍ طرفٍ ومنْ كاعبٍ بكرِ |
وقائلة ٍ والنَّعشُ قدْ فاتَ خطَوها | لتُدْرِكَهُ: يا لهفَ نَفسي على صَخرِ |
ألا ثَكَلَتْ أمّ الّذينَ مَشَوْا بِهِ | إلى القَبرِ ماذا يحمِلونَ إلى القَبرِ |
وماذا يُواري القَبرُ تحتَ تُرابِهِ | منَ الخيرِ يا بؤسَ الحوادثِ وَالدَّهرِ |
ومِ الحزْمِ في العَزّاءِ والجودِ والنّدَى | غَداة َ يُرَى حِلْفَ اليسارَة ِ والعُسرِ |
لقد كانَ في كُلّ الأمور مُهَذَّباً | جليلَ الايادي لا ينهنهُ بالزَّجرِ |
وانْ تلقهُ في الشَّربِ لا تلقى فاحشاً | ولا ناكثاً عَقدَ السّرائِرِ والصّبرِ |
فلا يُبْعِدَنْ قَبرٌ تَضَمّنَ شخصَهُ | وجادَ عليْهِ كلُّ واكِفَة ِ القطر |