ظمائي إلى من لو أراد سقاني
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ظمائي إلى من لو أراد سقاني | وَدَيْني عَلى مَنْ لَوْ يَشَاءُ قَضَاني |
وَلَوْ كانَ عندي مُعسِراً لَعَذَرْتُهُ | وَلَكِنّهُ، وَهْوَ المَليءُ، لَوَاني |
رمى مقتلي واسترجع السهم دامياً | غزال بنجلاوين تنتضلان |
أأرجو شفاءً منه وهو الذي جنى | على بدني داء الضنى وشجاني |
أبِيتُ، فلَم أستَسقِ مَن كانَ غُلّتي | ولم استرشْ مَن كان قبل براني |
مَرَرْتُ على تِلكَ الدّيارِ، وَوَحشُها | دَوَانٍ، وَمَنْ يَحكِينَ غَيرُ دَوَاني |
فأنكرت العينان والقلب عارف | قَليلاً، وَلَجّا بَعْدُ في الهَمَلانِ |
عَشِيّة َ بَلّتْني الدّمُوعُ كَأنّمَا | رِداوَايَ بُرْدا ماتحٍ خَضِلانِ |
ضَمِنّ وِصَالي ثمّ ماطَلْنَ دُونَهُ | وَإنّ ضَمَانَ البِيضِ شَرُّ ضَمَانِ |
أمِنْكِ طُرُوقُ الزَّوْرِ أيّة َ ساعَة ٍ | وَعيدُ خَيَالٍ عَادَ أيَّ أوَانِ؟ |
ألَمّ بِعُوجٍ كالحَنَايَا مُنَاخَة ٍ | على جزع وادٍ ذي ربى ومجاني |
وَمِيلٍ كخيطانِ الأرَاكِ تَرَنّحُوا | فمن ذَقَنٍ مستقبل بلسانِ |
ومالوا على البوغاءِ من كلّ جانب | عَوَاطِفَ أيْدي تَوْأمٍ وَثوَانِ |
يقودهمُ مني غلام غشمشم | مُعِينٌ عَلى البَأسَاءِ غَيرُ معانِ |
إذا انفرجت منه السجوف لناظرٍ | تألق نور من أغر هجان |
وإني لآوي من أعزّ قبيلة | إلى نَضَدٍ، أوْ جَامِلٍ عَكْنَانِ |
وإنّ قعودي أرقب اليوم أو غدا | لَعَجْزٌ، فَمَا الإبْطَاءُ بالنَّهضَانِ |
سَأتْرُكُ في سَمْعِ الزّمَانِ دَوِيَّها | بقرعيْ ضراب صادق وطعان |
وَأخْصِفُ أخْفَافاً بِوَقْعِ حَوَافِرٍ | إلى غاية تقضي منى ً وأماني |
فإنْ أسرِ، فالعَلياءُ هَمّي، وَإن أُقِمْ | فإنّي على بكرِ المكارم باني |
وإن امضِ أترك كل حيّ من العدا | يقول ألا لله نفس فلان |
أكرر في الإخوانِ عيناً صحيحة | عَلى أعْيُنٍ مَرْضَى مِنَ الشَّنَآنِ |
فَلَوْلا أبُو إسحَقَ قَلّ تَشَبُّثي | بَخِلٍّ، وَضَرْبي عندَهُ بِجِرّانِ |
هو اللافتي عن ذا الزمان وأهله | بشيمَة ِ لا وَانٍ، وَلا مُتَوَانِ |
إخَاءٌ تَسَاوَى فيهِ أُنْساً وَأُلْفَة ً | رضيع صفاء أو رضيع لبان |
تمازج قلبانا مزاج أخوة | وكلّ طلوبيْ غاية إخوانِ |
وَغَيرُكَ يَنْبُو عَنْهُ طَرْفي مُجانِباً | وَإنْ كانَ منّي الأقرَبَ المُتَداني |
وَرُبّ قَرِيبٍ بالعَداوَة ِ شَاحِطٍ | وَرُبّ بَعِيدٍ بالمَوَدّة ِ داني |
لَئِنْ رَامَ قَبْضاً مِنْ بَنانِكَ حادثٌ | لقد عاضنا منك انبساط جنان |
وإن بُزّ من ذاك الجناح مُطاره | فرُبّ مَقَالٍ مِنكَ ذي طَيَرَانِ |
وَإنْ أقعَدَتْكَ النّائِبَاتُ، فَطَالَمَا | سرى موقراً من مجدك الملوانِ |
وإن هدمتْ منك الخطوب بمرها | فثمّ لسان للمناقب باني |
مآثِرُ تَبْقَى مَا رَأى الشّمسَ ناظِرٌ | وَمَا سَمِعَتْ مِنْ سامِعٍ أُذُنَانِ |
وَمَوْسُومَة ٍ مَقطُوعَة ِ العُقْلِ لم تزَل | شَوَارِدَ قَدْ بَالَغْنَ في الجَوَلانِ |
وَما زَلّ منكَ الرّأيُ وَالحَزْمُ وَالحِجى | فنأسى إذا ما زلَّت القدمانِ |
وَلَوْ أنّ لي، يَوْماً، على الدّهرِ إمرَة ً | وكان ليَ العدوى علي الحدثان |
خلعت على عطفيك برد شبيبتي | جواداً بعمري واقتبال زماني |
وحمَّلت ثقل الشيب عنك مفارقي | وَإنْ فَلّ من غَرْبي وَغَضّ عِناني |
ونابت طويلاً عنك في كلّ عارضٍ | بخط وخطو أخمصي وبناني |
على أنّه ما انفلّ من كان دونه | حَمِيمٌ يُرَامي عَنْ يَدٍ وَلِسَانِ |
وَما كلُّ مَن لمْ يُعطِ نَهْضاً بِعاجِزٍ | ولا كل ليث خادر بجبانِ |
وَإنّكَ ما استَرْعَيتَ منّي سوَى فتًى | ضَمُومٍ عَلى رَعْيِ الأمَانَة ِ حَانِ |
حفيظ إذا ما صيّع المرءَ قومه | وَفيٍّ، إذا مَا خُوّنَ العَضُدانِ |
مِنَ اللَّهِ أستَهدي بَقاءَكَ أنْ تُرَى | محلاً لأسباب العلى بمكانِ |
وأسأله إن لا تزال مخلّداً | بِمَلْقَى سَمَاعٍ بَيْنَنَا وَعِيَانِ |
إذا ما رَعَاكَ اللَّهُ يَوْماً، فَقَدْ قضَى | مآرب قلبي كلها ورعاني |