ألَهَاكِ عَنّا، رَبّة َ البُرْقُعِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألَهَاكِ عَنّا، رَبّة َ البُرْقُعِ | مَرُّ الثّلاثِينَ إلى الأرْبعِ |
انت اعنتني الشيب في مفرقي | مَعَ اللّيَالي، فصِلي، أوْ دَعي |
يا حاجَة َ القَلْبِ ألَمْ تَرْحَمي | جنانة الدمع على مدمعي |
لَوْلا ضَلالاتُ الهَوَى لم يكُنْ | عنان قلبي لك بالاطوع |
كيف طوى دارك ذو صبوة | عهدي به يطرب للمربع |
كَانَ يَرَى نَاظِرَهُ سُبّة ً | ان مر بالدار ولم يدمع |
يا حبذا منك خيال سرى | فَدَلّهُ الشّوْقُ عَلى مَضْجَعي |
اني تسرى من عقيق الحمى | منازل الحي على لعلع |
بَاتَ يُعَاطِيني جَنَى ظَلْمِهِ | وَبِتُّ ظَمْآنَ، وَلمْ أُنْقَعِ |
معانقاً كان عناقي له | وراء احشائي والاضلع |
عاقرني يشرب من مهجتي | رَيّا، وَيَسقينيَ مِنْ أدمُعي |
هل تبلغنّي الدار من بعدهم | على الطوى جائلة الانسع |
كأن مجرى النسع في ذفها | مضطرب الايم على الاجرع |
تَحمِلُني وَالشّوْقُ في كُورِها | اني دعاني طرب اسمع |
ان بهاء الملك ان ادعه | وَالخَطْبُ قَدْ نازَلَني، يَمنَعِ |
رُبّ زِمَام ليَ في ضِمْنِهِ | لم اتقوله ولم ادّع |
مُصْطَنِعي وَالسّنُّ في رَوْقِها | اصاب مني غرض المصنع |
لمْ أرْضَ إلاّهُ، وَمِنْ قَبلِهِ | أقنَعَني الدّهْرُ، وَلَمْ أقنَعِ |
أغَرُّ، إنْ رُوّعَ جِيرَانُهُ | لم يذق الغمض ولم يهجع |
كَأنّمَا الضّيمُ إلَيْهِ سَرَى | وهو على المطلّع الامنع |
في حَسَبٍ أصْبَحَ وَضّاحُهُ | قد غلب الشمس على المطلع |
لَئِنْ نَأى عَنّا، فإحسانُهُ | ادنى من الناظر والمسمع |
سوم الحيا اقلع عن ارضنا | وَنَحْنُ في آثَارِهِ نَرْتَعِي |
كم نفخة منه على فاقة | تنبت عشب البلد البلقع |
وَنَظْرَة ٍ تَجْبُرُ وَهْنَ الفَتَى | وعظمه منصدع ما وعي |
إذا قَضَى مَرّ عَلى نَهْجِهِ | وَاستَوْقَفَ الحَقَّ على المَقطَعِ |
كم طار في ملك ذو نخوة | قالت له ريح المنايا قع |
أمَا نَهَى الأعْداءَ مَا جَرّبُوا | فهو غدا يعطس عن اجدع |
لم يلقك المغرور الاغدا | يقوم الجنب على المصرع |
ينتظر الحي بهم هتفه | من النّوَاعي وَكأنْ قد نُعِي |
من جاهِدٍ خابَ، وَمن طالِبٍ | اوفي على الفج ولم يطلع |
وَمُسْرِعٍ أقْلَعَ مِنْ عَثْرَة ٍ | روعاء والعثرة للمسرع |
وَنَادِمٍ أطرَقَ عَنْ حِزْبِهِ | قَدْ نَادَمَ النّاجِذَ بالإصْبَعِ |
ولا ربوا والعز في موضع | |
شابهت السوأة ما بينهم | ما اسبه الحالق بالانزع |
ارْتَضَعُوا وَالعَارَ مِنْ فِيقَة ٍ | ونزعوا واللؤم من منزع |
من عاقد اغدر من مومس | وواعد اكذب من يلمع |
رَامُوكَ بالأيدي وَكانَ السُّهَى | أعلى مِنَ أنْ يُدرَكَ بالأذْرُعِ |
قَدْ عَلِمُوا عندَ قِرَاعِ الصّفا | وَليمَة َ الذّؤبَانِ وَالأضْبُعِ |
قل لبهامٍ نشرت في الربا | هذا قِوَامُ الدِّينِ، فاستَجمعي |
قد أصْحَرَ الضّيغَمُ مِنْ غِيلِهِ | اظفوره منك على مطمع |
غضبان قد غرك همهامه | |
كم فيك من خرق لاظفاره | كمَلغَمِ الأشدَقِ، لمْ يُرْقَعِ |
ليس كغزو الذئب بهم الحمى | ان مرّ بالسخلة لم يرجع |
إنْ لمْ تُشاوِرْ حِلمَهُ تُصْبحي | أيُّ جَنِيبٍ لكَ لمْ يُوضِعِ |
يستمع الرأي وعنه غنى | قد يصقل السيف ولم يطيع |
لا بُدّ أنْ تُرْمِضَ رَوْعَاتُهُ | وان عفا اليوم ولم يوقع |
وَالسّيفُ إنْ مَرّ عَلى هَامَة ٍ | روعها ان هو لم يقطع |
قل لحسود النجم في فوته | عشت بداء الكمد الموجع |
لابد للبطنة من خمصة | فَجُعْ على غَيظِكَ أوْ فاشبَعِ |
مَوَاقِفُ تَفسَخُ فيها الظُّبَى | عُقدَة َ رَأيِ البَطَلِ الأرْوَعِ |
أيّامُكَ الغُرّ تَسَرْبَلْتَهَا | مثلَ متُونِ القُضُبِ اللُّمّعِ |
افاقت البصرة من دائها | وَقَدْ رَقَى النّاسَ وَلمْ يَنجَعِ |
عادات اسيافك في غيرها | وَالسّيفُ مَدلولٌ على المَقطَعِ |
فلست بالخامل من غاربي | على سنام النقب الاظلع |
قد خاب من اصبح من غيركم | عَليّ، وَالإقبالُ مِنكُمْ مَعي |
يا أيّهَا البَحْرُ بِنَا غُلّة ٌ | فهل لنا عندك من مكرع |