حَلَفْتُ بهَا صِيدَ الرّؤوسِ سَوَامِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حَلَفْتُ بهَا صِيدَ الرّؤوسِ سَوَامِ | طوال الذرى يمددنَ كلّ زمامِ |
بكلّ غلام حرّم النوم هزة | إلى بلد نائي المزار حرامِ |
لأستمطرنَّ العزنفاً مريغة | ورود علاءٍ أو ورود حمامِ |
وَأسْتَنْزِلَنّ المَجْدَ مِنْ قُذُفَاتِهِ | وَلَوْ كَانَ أعْلَى يَذْبُلٍ وَشَمَامِ |
مللت مقامي غير شكوى خصاصة | وَإنّي لأِمْرٍ مَا أمَلُّ مُقَامي |
نِزَاعاً عَنِ الدّارِ التي أنَا عِندَها | كَثِيرُ لُبَانَاتٍ طَوِيلُ غَرَامِ |
صَرِيعُ هُمُومٍ يَحْسَبُ النّاسُ أنّني | لِمَا أخَذَتْ منّي صَرِيعُ مُدامِ |
نوائب أيَّام نسرن خصائلي | مُغَالَبَة ً، حَتّى عَرَقنَ عِظامي |
ودون ولوج الضيم في ذوابلي | طوال بأيدي منجبين كرام |
وإنّ زماني يوم يحرق نابهُ | أعاذمُهُ حتى يمدّ عِذامي |
وَكَمْ يَستَفِزُّ الذّلُّ قَلبَ ابنِ همّة ٍ | له أمل نائي المدى مترامِ |
يذاد عن الماءِ الذي فيه ريُّه | وَيَرْمي إلى الغُدْرَانِ مُقْلَة َ ظَامي |
وتعرض غرات العلى وهو كانع | فيلحظها شزراً بعينِ قطامي |
ولستُ براضٍ عن منازل جمة | أمُرّ بِهَا في الأرْضِ مَرّ لَمَامِ |
سوى منزل حصباءَ أرضي بجوّه | نجوم وأظلال الغمام خيامي |
فذاك مكاني إن أقمت بمنزل | وَإلاّ فَفي أيدي الطِّلابِ زِمَامي |
خفيف على ظهرِ الجوادِ تسرّعي | ثقيل على هامِ الرجال قيامي |
خَليلَيّ رُودَا باليَفَاعِ، فأشرِفَا | عَلى قُلَلٍ بالأبْرَقَينِ سَوَامِ |
لبرق كتلويح الرّداء يشبه | تَضَايُقُ مِرْنَانِ الرّعُودِ رُكَامِ |
تربص إن يلقى بنجد بعاعه | وَسَاقَ إلى البَيْضَاءِ عِيرَ غَمَامِ |
زَفَتْهُ النُّعَامَى ، فاستَمَرّ جِمَامُه | تجفّل سربي ربرب ونعام |
يضيء إلى الربع الذي كنت آلفاً | بِهِ بُرْءَ أسْقَامي وَبَلَّ أُوَامي |
منازل كان الطرف يرتاح بينها | لخضرٍ جميم أو لزرق جمامِ |
سقى تربها حتى استثار خبيئه | سقيط رذاذ دائم ورهام |
وراقت بها الأنواءُ كلّ صبيحة | وَرَقّتْ بهَا الأرْوَاحُ كُلَّ ظَلامِ |
تَضُمُّ رِجَالاً كالرّمَاحِ، إذا دُعُوا | إلى الحَرْبِ لَفّوا نَارَهَا بضِرَامِ |
لهُمْ عَدَدٌ جَمٌّ مِنَ البِيضِ وَالقَنا | وذافرة بالليلِ ذات بغام |
إذا غَضِبوا جاشَتْ رُبَى الأرْضِ منهم | ببيض وبيض كالنجوم ولامِ |
بأيّ سراة أحمل الخطب إن عرا | وَقَدْ جُبّ مِنهُمْ غارِبي وَسَنامي |
وَكَانُوا دُرُوعي إنْ رَمَتْني مُلِمّة ٌ | ونبليَ إن رامى العدا وسهامي |
ولولا ابن موسى ما اعتصمت بجنة | ولا علقت كفي بعقد ذمامِ |
ملاذيَ إن أُعطي الرمان مقادتي | معاذيَ إن جرّ العدوّ خطامي |
منَ القَوْمِ ما زرّوا الجيوبَ على الخَنا | ولا قرعت أسماعهم بملام |
سَرِيعُونَ إنْ نُودُوا ليَوْمِ كرِيهة ٍ | جريئون إن قيدوا ليوم خصام |
لهم شرف آبٍ على النّاسِ اقعسٌ | وفضل عديد للعدوّ لهام |
نجومهمُ في العزّ غير غوارب | وأجدادهم في المجد غير نيام |
يُهَابُ بِهِمْ مُستَلْئِمِينَ إلى الرّدَى | على عارفات بالطعان دوام |
عناجيج قد طوّحن كلّ حقيبة | مِنَ الرّكضِ وَاستَهلكنَ كلّ لجامِ |
نزائع ما تنفكّ تفرى صدورها | جُيوبَ ظَلامٍ، أوْ ذُيُولَ قَتَامِ |
يخالطن بالفرسان كل طريدة | ويبلغن بالأرماح كل مرام |
أحاسد ذا الضرغام دونك فاجتنب | بَوَادِرَ مِقدامِ الجَنَانِ مُحَامي |
حذارك من ليثٍ ترى حول غيله | سَوَاقِطَ أيْدٍ للرّجَالِ، وَهَامِ |
لهُ العَدْوَة ُ الأولى التي تَحطِمُ القَنا | وتجلي الأعادي كل يوم مقام |
هنيئاً لك العيد الجديد ولا تزل | تَخَلَّصُ مِنْ عَامٍ يَمُرّ وَعَامِ |
تلثمت من فضلِ العفاف عن الهوى | نجاءً من الدنيا أعز لثامِ |
وخالفت في ذا لصوم سنة معشر | صِيَامٍ، عَنِ العَوْرَاءِ غَيرُ صِيَامِ |
ألا إنّني غَرْبُ الحُسَامِ الذي تَرَى | وَغَارِبُ هَذا الأرْعَنِ المُتَسَامي |
كِلانَا لَهُ السّبْقُ المُبِرُّ إلى العُلَى | وإن كان في نيلِ العلاءِ إمامي |
وما بيننا يوم الجزاء تفاوت | سوى انه خاض الطريق أمامي |