رَاحِلٌ أنْتَ، وَاللّيَالي نُزُولُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
رَاحِلٌ أنْتَ، وَاللّيَالي نُزُولُ | وَمُضِرٌّ بِكَ البَقَاءُ الطّوِيلُ |
لا شُجَاعٌ يَبْقَى فَيَعْتَنِقَ الـ | ـبِيضَ، وَلا آمِلٌ، وَلا مَأمُولُ |
غاية الناس في الزمان فناءٌ | وكذا غاية الغصون الذبول |
إنما المرء للمنية مخبوء | وللطعن تستجم الخيول |
مِنْ مَقِيلٍ بَينَ الضّلُوعِ إلى طو | لِ عَنَاءٍ، وَفي التّرَابِ مَقِيلُ |
فَهْوَ كَالغَيْمِ ألّفَتْهُ جَنوبٌ | يوم دجن ومزقته قبول |
عادة للزمان في كل يوم | يتناىء خلٌ وتبكى طلول |
فَاللّيَالي عَوْنٌ عَلَيْكَ مَعَ البّيْـ | بين كما ساعد الذوابل طول |
رُبّمَا وَافَقَ الفَتى مِنْ زَمَانٍ | فَرَحٌ، غَيرُهُ بِهِ مَتْبُولُ |
هي دنيا إن واصلت ذا جفت | هذا ملاَلاً كأَنها عطبول |
كل باك يبكى عليه وإن | طال بقاءٌ والثاكل المثكول |
وَالأمَانيُّ حَسْرَة ٌ وَعَنَاءٌ | لِلّذِي ظَنّ أنّهَا تَعْلِيلُ |
ما يبالي الحمام أين ترقى | بعد ما غالت ابن فاطم غول |
أيُّ يَوْمٍ أدمى المَدامِعَ فيهِ | حادث رائع وخطب جليل |
يَوْمُ عاشورَاءَ الذي لا أعَانَ الـ | صحب فيه ولا أجار القبيل |
يا ابن بنت الرسول ضيّعت | العهدَ رجالٌ والحافظون قليل |
ما أطَاعُوا النبيّ فيكَ، وَقَدْ مَا | لَتْ بِأرْمَاحِهمْ إلَيكَ الذُّحولُ |
وَأحَالُوا عَلى المَقَادِيرِ في حَرْ | بك لو أن عذرهم مقبول |
وَاستَقالُوا مِنْ بَعدِ ما أجلَبوا فيـ | ـهَا أالآنَ أيّهَا المُسْتَقِيلُ |
إنّ أمراً قَنّعْتَ مِنْ دُونِهِ السّيْـ | ـنِ، وَوَلّى ، وَنَحْرُهُ مَبلُولُ |
يا حُسَاماً فَلّتْ مَضَارِبُهُ الهَا | مَ، وَقَدْ فَلّهُ الحُسَامُ الصّقِيلُ |
يا جَوَاداً أدْمَى الجوَادَ مِنَ الطّعْـ | يوم يبدو طعن وتخفى حجول |
يوْمَ طاحَتْ أيدي السّوَابق في النّقْـ | ـعِ وَفاضَ الوَنى وَغاضَ الصّهيلُ |
أتُرَاني أُعِيرُ وَجْهِيَ صَوْناً | وَعَلى وَجهِهِ تَجولُ الخُيولُ |
أتُرَاني ألَذُّ مَاءً، وَلَمّا | يَرْوَ مِنْ مُهجَة ِ الإمامِ الغَليلُ |
قبلته الرماح وانتصلت فيـ | ـهِ المَنَايَا، وَعَانَقَتْهُ النُّصُولُ |
وَالسّبَايا عَلى النّجَائِبِ تُسْتَا | وقد نالت الجيوب الذيول |
مِنْ قُلُوبٍ يَدْمَى بهَا ناظرُ الوَجْـ | ـدِ وَمن أدمُعٍ مَرَاها الهُمُولُ |
قد سلبن القناع عن كل وجه | فيه للصون من قناع بديل |
وَتَنَقّبْنَ بِالأنَامِلِ، وَالدّمْـ | ـعُ عَلى كُلّ ذي نِقَابٍ دَلِيلُ |
وَتَشَاكَينَ، وَالشّكَاة ُ بُكَاءٌ | وَتَنَادَينَ، وَالنّدَاءُ عَوِيلُ |
لا يغب الحادي العنيف ولا | يفتر عن رنَّة العديل العديلُ |
يا غريب الديار صبري غريب | وَقَتيلَ الأعداءِ، نَوْمي قَتيلُ |
بي نِزَاعٌ يَطغَى إلَيكَ وَشَوْقٌ | وغرام وزفرة وعويل |
لَيتَ أنّي ضَجيعُ قَبرِكَ، أوْ أ | نّ ثَرَاهُ بِمَدْمَعي مَطْلُولُ |
لا أغَبَّ الطُّفُوفَ في كُلّ يَوْمٍ | من طراق الأنواءِ غيث هطول |
مَطَرٌ نَاعِمٌ، وَرِيحُ شَمَالٍ | ونسيمن غض وظل ظليل |
يا بني أحمد إلى كم سناني | غَائِبٌ عَنْ طِعَانِهِ مَمطُولُ |
وَجِيَادِي مَرْبُوطَة ٌ، وَالمَطَايا | وَمَقَامي يَرُوعُ عَنهُ الدّخيلُ |
كَم إلى كم تَعلو الطُّغاة ُ، وكم يحـ | ـكُمُ في كُلّ فاضِلٍ مَفضُولُ |
قَدْ أذاعَ الغَليلُ قَلبي، وَلَكِنْ | غير بدع إن استطبّ العليل |
لَيْتَ أنّي أبقَى ، فأمتَرِقَ النّا | سَ وَفي الكَفّ صَارِمٌ مَسلُولُ |
واجر القنا لثارات يوم الـ | ـطّفّ يَستَلحِقُ الرّعيلَ الرّعيلُ |
صبغَ القلبَ حُبُّكُمْ صِبغَة َ الشّيْـ | وشيبي لولا الردى لا يحول |
أنا مولاكم وإن كنت منكم | وَالدي حَيدَرٌ، وَأُمّي البَتُولُ |
وإذا الناس أدركوا غاية الفخر | ـرِ شآهُم مَن قالَ جَدّي الرّسُولُ |
يَفرَحُ النّاسُ بي لأِنيَ فَضْلٌ | وَالأنَامُ الذي أرَاهُ فُضُولُ |
فَهُمُ بَينَ مُنْشِدٍ مَا أُقَفّيـ | ـه سروراً وسامع ما أقول |
ليت شعري من لائمي في مقـ | ال ترضيه خواطر وعقول |
أترك الشيء عاذري فيه كل | ـنّاسِ مِن أجلِ أنْ لحَاني عَذُولُ |
هو سؤلي أن أسعد الله جدي | ومعالي الأمور للذمر سول |