أرشيف الشعر العربي

تمضى العلى وإلى ذراكم ترجع

تمضى العلى وإلى ذراكم ترجع

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
تمضى العلى وإلى ذراكم ترجع شَمسٌ تَغيبُ لكمْ وَأُخرَى تَطلُعُ
إنّ الصّفا العادِيّ يُقرَعُ بالأذَى من غيرِكُم، وَصَفاكُمُ لا يُقرَعُ
متداولين لباس اثواب العلى هذا يجاب له وهذا ينزع
في كُلّ يَوْمٍ للنّوَاظِرِ مِنْكُمُ أعْلامُ عَلْيَاءٍ تُحَطّ وَتُرْفَعُ
لا مثل من ملك العى مستقبل فينا، وَمَن طَوَتِ المَنونُ مُوَدَّعُ
عينان عين للمزيد قريرة منا وعين للنقيصة تدمع
وَإذا اطْمَأنّ من العَطِيّة ِ مَضْجعٌ يَوْماً أقَضّ من الرّزِيّة ِ مَضْجَعُ
فَلَئِنْ فَرِحْنَا إنّ ذَلِكَ مُفرِحٌ وَلَئِنْ جَزِعْنا إنّ ذلكَ مُجْزِعُ
للمجد من علياكم ومصابكم انف به شمم وآخر اجدع
بُؤسَى وَنُعْمَى أعقَبَتْ، فكأنّما رُدّتْ عَلى أعْقَابِهِنّ الأدْمُعُ
لولا الاعزّ ابو شجاع لم يكن وَهْيُ النّوَائبِ عَن قَليلٍ يُرْقَعُ
لولاه ما انجبر الكسير ولا سيما طَرْفُ الحَسيرِ، وَلا سَلا المُتفَجِّعُ
ما كانت العلياء بعد مصلبها لَوْلاهُ بالبَدَلِ المُجَدَّدِ تَقْنَعُ
نثلوا كنائن مجدهم فتخيروا منهن اقوم نصلة لا ينزع
سهماً رمى غرض العلى من بعدما لمْ يَبْقَ في قَوْسِ المَعالي مَنزَعُ
لا يَطمَعُ الأعداءُ مَطلَعَ نَجدِهِ قد ضاق الاعنه ذاك المطلع
طلبتك قد قلقت اليك نصولها حتى استقر بها النصاب الامنع
ظَمأى إلَيكَ وَأينَ عنكَ مَحيدُها وَالرّعيُ عندَكَ وَالرُّوَا وَالمَرْتَعُ
يَوْماً، وَطينَتُها بغَيرِكَ تُطبَعُ يوماً وطينتها بغيرك تطيع
سَبَقَتْ ببيعَتك القُلُوبُ أكفَّها ايدٍ اطعنك والضمائر اطوع
من مضمر يخشى الهوى لا ينثني او صافق بيد الرضى لا يرجع
أعطَتْ تَخايُلَها الصّدُورُ، وَرُبّما تعطى يد ولها ضمير يمنع
اللَّهُ أيّدَ مُلْكَكُمْ وَسَمَا بِهِ مجد القواعد والبناء الارفع
بَيْتٌ يُسَقَّفُ بالسّمَاءِ رِوَاقُهُ وتهاب ذرته الحمام الوقع
اطناب قبته انابيب القنا وسجوف ظلته المواضي اللمع
إن ساخَتِ الأرْكانُ أشرَفَ رُكنُه او ضعضع البنيان لا يتضعضع
كَمْ مُصْعَبٍ مَنَعَ الخِطامَ تركتَه تحت الرحالة يستقيم ويطلع
او خالع قصرت يداه عن العلى بُوعٌ لكم تَقِصُ الرّقابَ وَأذرُعُ
فسَبَقتمُ وَكَبَا بِهِ مِنْ جَدّهِ دُونَ المُنى قَصْفُ الفَقارِ مُوَقَّع
تخفى مكانده ويظهر سطوكم الذر يقرص والاراقم تلسع
لا ثُلّ عَرْشُ بَني بُوَيْهٍ أنّهمْ غدرُ المكارم والجناب الامرع
فعلى روائهم يحوم المعتفي وَإلى رُوَائِهِمُ تُشِيرُ الإصْبَعُ
ان قاربوا فهم الشهاد المجتنى وَإذا أبَوْا فَهُمُ السِّمامُ المُنقَعُ
ايديهم طرق الندى وجباههم أبْهَى مِنَ التّيجَانِ لا بَلْ ألمَعُ
فهم لا يام الحفائظ مفزع وهم لا يام المكارم مظمع
هَتَفَ العَلاءُ بهِمْ إلى غَايَاتِهِ فتَضَرّعَ القَوْمُ اللّئامُ وَأسرَعُوا
انا غرسكم والغصن لدن والصبا غَضٌّ وَللعِيسِ القِيادُ الأطوَعُ
رِشتُم سِهَامي للعِدَى ، وَتَرَكتُمُ قدمي إلأى امد المعالي تتبع
وحثثتم حظي ليلحق شاؤكم حتى استمر وحظ غيري يقدع
وَصَنَعتُمُ فَعَرَفتُ قَدرَ صَنيعِكُم ولربما غلط الطريق المصنع
وَحفظتُ ما استُودعتُ من نعمائكم إنّ الوَفَاءَ أمَانَة ٌ تُسْتَوَدَعُ
يا بَانيَ الشّرَفِ المُوَطَّدِ حَيثُ لا تَصِلُ العُيونُ وَلا تَنالُ الأذرُعُ
وسليل محصنة العلى في حجرها مستودع وبدرّها مسترضع
تحنو الملوك من جنباته كالقلب حانية عليه الاضلع
ارنق لها فتق النوائب بالندى او بالقنا ولكل خرق مرقع
وَاسلُكْ سَبيلَ أبيكَ، إنّ سَبيلَه لَقَمٌ يُجيزُ إلى المَنَاقِبِ مَهْيَعُ
واطلب على ايامه وجياده حسرَى يَرِدنَ على الطّعانِ وَظُلَّعُ
تَدِقُ الغِوَارَ عَلى الغِوَارِ كأنّها وَطفَاءُ تَحفِزُها بَليلٌ زَعزَعُ
وَالصّبحُ مُنقَدُّ القَميصِ كما جَلا عن حرّ مفرقه البجال الانزع
وَاستَقْبِلِ الأيّامَ غَيرَ جَوَامِحٍ يَثني إلَيكَ بهَا عِنَانٌ طَيِّعُ
تَعنُو لأخمَصِكَ الخُطوبُ ذَليلة ً بعد العراك وخدهن الاضرع
إن سَرّ أمسُك كانَ يوْمُك فَوْقَه ويقل عند غد لما يتوقع

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف الرضي) .

ألاَ رُبّ دَوّيّة ٍ خُضْتُهَا

وَمُهْتَزّة ِ العِرْنِينِ رَقرَاقَة ِ السّنَا

إذا مضى يوم على هدنة

يا رَوْضَ ذي الأثلِ من شَرْقيّ كاظمة ٍ

ألا يا غَزَالَ الرّملِ مِنْ بَطنِ وَجرَة ٍ


ساهم - قرآن ١