أتَحسِبُ سوءَ الظنّ يَجرَحُ في فكرِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتَحسِبُ سوءَ الظنّ يَجرَحُ في فكرِي | إذاً فاحتَوِي بي العَجزَ من كنَفِ الصّبرِ |
وَعَاقَتْ يَدِي عِندَ النّزَالِ عَوَائِقٌ | عنِ السّيفِ لا تُدني يدَيّ من النّصْرِ |
فلا تقربا ظني بظن مسفه | يظن بزقع الاثر في غرة البدر |
فقلبي يأبى ان يدنس سره | بريب وودي ان يعنف من غدري |
وقد جدت بالنعمى عليك لانني | حللت عرى ضغني وكفكفت من وتري |
وَلَوْ أنّني جازَيتُ قَوْماً بِفِعْلِهِمْ | لألبَستُهُمْ حَلياً من البِيضِ وَالسُّمْرِ |
واخلاقنا ماء زلال تنطوي | حِفاظاً وَيَرْمي الأفقُ بالأنجُمِ الزُّهْرِ |
وما نحن الا عارض ان قصدته | لجود حباك النائل الغمر بالقطر |
وَإنْ هُزّ للأضْغَانِ عَادَتْ بُرُوقُهُ | حَرِيقاً عَلى الأعداءِ مُضْطَرِمَ السَّعرِ |
غَفَرْتُ ذُنوباً مِنكَ أذْكَتْ عَزَايمي | وكاد شهاب السخط يطلع من صدري |
صَفَحتُ وَقد كانَ التّغَصُّصُ ذادَني | عنِ الصّفحِ لكن أنتَ من كَرمِ البَحرِ |
ومن قيد الالفاظ عند نزاعها | بقَيْدِ النُّهَى أغنَتْهُ عَن طلبِ العُذْرِ |
فَرُحْ غانِماً بالعَفوِ ممّن لَوِ انطَوَى | على حَنَقٍ ماتَ الحمَامُ من الذُّعْرِ |
بكفي اني شئت ناصية العلى | أهُزُّ، وَأَعنَاقُ المَكارِمِ في أسْرِي |