صاحت بذودبي بغدار فانسني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
صاحت بذودبي بغدار فانسني | تقلبي في ظهور الخيل والعير |
وكلما هجهجت بي عن منازلها | عارضتها بجنان غير مذعور |
أطْغَى عَلى قَاطِنِيهَا غَيرَ مُكْتَرِثٍ | وَأفْعَلُ الفِعْلَ فِيهَا غَيرَ مَأمُورِ |
خَطْبٌ يُهَدّدُني بالبُعدِ عَن وَطَني | وَمَا خُلِقتُ لغَيرِ السّرْجِ وَالكُورِ |
بَني أُمَيّة َ! مَا الأسْيَافُ نَائِمَة ً | فقد نجوت وقدحي غير مقمور |
عجلان البس وجهي كل داجية | والبر عريان من ظبي ويعفور |
ورب قايلة والهم يتحفني | بِنَاظِرٍ مِنْ نِطَافِ الدّمعِ مَمطورِ: |
خفض عليك فللاحزان آونة | وَمَا المُقِيمُ عَلى حُزْنٍ بِمَعْذُورِ |
فقُلتُ: هَيهاتَ! فاتَ السّمعُ لائمَه | لا يُفْهَمُ الحُزْنُ إلاّ يَوْمَ عَاشُورِ |
يوم حدى الظعن فيه بابن فاطمة | سِنَانُ مُطّرِدِ الكَعْبَينِ مَطْرُورِ |
وخر للموت لا كف تقلبه | إلاْ بِوَطْءٍ مِنَ الجُرْدِ المَحاضِيرِ |
ظَمْآنَ سَلّى نَجيعُ الطّعنِ غُلّتَهُ | عَنْ بَارِدٍ من عُبَابِ المَاءِ مَقْرُورِ |
كَأنّ بِيضَ المَوَاضِي، وَهيَ تَنهَبُهُ | نَارٌ تَحَكّم في جِسْمٍ مِنَ النّورِ |
لله ملقى على الرمضاء عض به | فم الردى بين اقدام وتشمير |
تحنو عليه الربى ظلاً وتستره | عَنِ النّوَاظِرِ أذْيَالُ الأعَاصِيرِ |
تهلابه اللوحش ان تدنوا لمصرعه | وَقَدْ أقَامَ ثَلاثاً غَيرَ مَقْبُورِ |
وَمُورِدٌ غَمَرَاتِ الضّرْبِ غُرّتَهُ | جرّت اليه المنايا بالمصادير |
ومستطيل على الازمان يقدرها | جنى الزمان عليها بالمقادسير |
أغْرَى بِهِ ابنَ زِيَادٍ لُؤمُ عُنصُرِهِ | وسعيه ليزيد غير مشكور |
وود ان يتلاقى ما جنت يده | وَكَانَ ذَلِكَ كَسراً غَيرَ مَجبُورِ |
تسبى بنات رسول الله بينهم | والدين غض المبادي غير مستور |
ان يظفر الموت منا بابن منجية | فَطَالَمَا عَادَ رَيّانَ الأظَافِيرِ |
يَلْقَى القَنَا بجَبِينٍ شَانَ صَفْحَتَهُ | وقع اللقنا بين تضميخ وتعفير |
مِنْ بَعْدِ مَا رَدّ أطرَافَ الرّمَاحِ بهِ | قَلْبٌ فَسيحٌ وَرَأيٌ غَيرُ مَحصُورِ |
وَالنّقْعُ يَسحَبُ مِنْ أذْيَالِهِ، وَلَهُ | عَلى الغَزَالَة ِ جَيبٌ غَيرُ مَزْرُورِ |
في فيلق شرق بالبيض تحسبه | بَرْقاً تَدَلّى عَلى الآكَامِ وَالقُورِ |
بني انمية ما الاسياف نائمة | عَنْ شَاهرٍ في أقاصِي الأرْضِ مَوْتورِ |
وَالبَارِقَاتُ تَلَوّى في مَغَامِدِهَا | والسابقات تمطى في المضامير |
عريان يقلق منه كل مغرور | |
وللصوارم ما شاءت مضاربها | من الرقاب شراب غير منزور |
اكل يوم لآل المصطفى قمر | يهوى بوقع العوالي والمباتير |
وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُمْ بَيْضَاءُ صَافيَة ٌ | يشوبها الدهر من رنق وتكدير |
مِغْوَارُ قَوْمٍ، يرُوعُ المَوْتُ من يَدهِ | أمْسَى وَأصْبَحَ نَهْباً للمَغَاوِيرِ |
وابيض الوجه مشهور تغطرفه | مضى بيوم من الايام مشهور |
مَا لي تَعَجّبْتُ مِنْ هَمّي وَنَفرَتِهِ | والحزن جرح بقلبي غير مسبور |
باي طرف ارى العلياء ان نضبت | عيني ولجلجت عنها بالمعاذير |
ألقَى الزّمَانَ بكَلْمٍ غَيرِ مُندَمِلٍ | عمر الزمان وقلب غير مسرور |
يا جدلا زال لي هم يحرضني | عَلى الدّمُوعِ وَوَجْدٌ غَيرُ مَقْهُورِ |
والدمع تخفره عين مؤرقة | خفر الحنية عن نزع وتوتير |
إنّ السّلُوّ لمَحظُورٌ عَلى كَبِدِي | وَمَا السّلُوّ عَلى قَلْبٍ بِمَحْظُورِ |