لكَ السّوَابِقُ وَالأوْضَاحُ وَالغُرَرُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
لكَ السّوَابِقُ وَالأوْضَاحُ وَالغُرَرُ | و ناظر ما انطوى عن لحظه اثر |
وَعَاطِفَاتٌ مِنَ البُقْيَا، إذا جُعِلتْ | محقرات من الاضغان تبثدر |
إطْرَاقَة ٌ كَقُبُوعِ الصِّلّ يَتْبَعُهَا | عزم يسور فلا يبقي ولا يذر |
و الليث لا ترهب الاقران طلعته | حتّى يُصَمِّمَ منهُ النّابُ وَالظُّفُرُ |
انت المؤدب اخلاق السحاب اذا | ضَنّتْ بِدَرّتِهَا العَرّاصَة ُ الهُمُرُ |
من بعدِ ما اصْطَفَقتْ فيها صَوَاعِقُها | وَشاغَبَ البَرْقَ في أطرَافِها المَطَرُ |
وَالبالغُ الأمرِ جالَتْ دونَ مَبلَغِهِ | سمر القنا وامرت دونه المرر |
والقازف النفس في حمراء ان خفيت | بالنّقْعِ نمّ عَلى ضَوْضَائِها الشّرَرُ |
في جحفل لم تزل يهدي اوائله | مطالع من نجاد الارض منتظر |
ان نال منك زمان في تصرفه | ملا لا يملكه من غيرك القدر |
فالبِيضُ تَعلَقُ إنْ سَارَتْ مُهَجِّرَة ً | مِنَ الشّحوبِ بِما لا تَعلَقُ السُّمُرُ |
مَا ناهَضَ الرّحلَة َ الخَرْقاءَ مُعتَقِلاً | بالحَزْمِ مَنْ فَلّ مِنْ آرَائِهِ السّفَرُ |
فاسلب مراح المطايا من مناسمها | مزامل النجم والاظلام معتكر |
وَجُبّ بَينَ فُرُوجِ اللّيلِ أسنِمَة ً | ما استاف اخفافها اين ولا ضجر |
خرس البغام ترد الصوت كاظمة | وقد تصاعد من اعناقها الجرر |
كَمْ حَاجَة ٍ بِمَكَانِ النّجْمِ قرّبها | طول التعرض والروحات والبكر |
أسَالَ في اللّيْلِ إفْرِنْدَ الصّبَاحِ بنَا | سير تساقد من ادمانه الازر |
وَمَشهَدٍ مِثلِ حَدّ السّيفِ مُنصَلِتٍ | تزل عن غربة الالباب والفكر |
طَعَنْتَ بِالحُجَة ِ الغَرّاءِ ثَغْرَتَهُ | وَرُمْحُ غَيرِكَ فيهِ العَيُّ وَالحَصَرُ |
وقسطل شرقت شمس النهار به | فاسفر النقع والآفاق تعتجر |
تسلطت فيه اطراف الظبي ودنت | عَوَامِلُ السُّمرِ فارْتابَتْ بهَا الثُّغَرُ |
فَوّقْتَ فِيهِ سِهَاماً غَيرَ طَائِشَة ٍ | في حيثُ يَرْمَحُ صَدرَ المَعجِسِ الوَتَرُ |
فما استخفك من حمل النهى خرق | ولا استكفك عن طعن العدى خفر |
وما نظرت الى الايام معتبرا | إلاّ وَأعطاكَ كَنزَ العِبرَة ِ النّظَرُ |
ونعم قادح زند انت في ظلم | لا يوقد النار فيها المرخ والعشر |
بذِكْرِ جُودِكَ يُستَسقَى المُحولُ إذا | لم يله فيها نساء الحلة السمر |
لمّا جَرَيتَ جَرَتْ خَيلٌ سَوَاسِيَة ٌ | وَلّتْ وَخَافَ عَلى أنْفَاسِهَا البَهَرُ |
ان البهيم اذا مسحت جبهته | فالحكمُ أنْ تُلطمَ الأوْضَاحُ وَالغُرَرُ |
قارَعْتَ دَهرَكَ حَتّى لاحَ مَقتَلُهُ | ما استقبح الروع حتى استحسن الظفر |
الان نعم مقيل التاج لمته | وَنِعْمَ مَغْنَى العُلَى أيّامُهُ الزُّهُرُ |
تَطِيشُ أمْوَالُهُ وَالبَذْلُ يَطْلُبُهَا | ما وفر المال عن اعراضه وقر |
مُشَيَّعٌ هَذّبَ الأرْماحَ مُذْ فَطَنَتْ | الى طعان الاعادي والردى غمر |
يَسْرِي مِنَ الكَيدِ جَيشاً لا غُبارَ لهُ | ولا طلائع تهديه ولا نذر |
كَمْ باتَ في لهَوَاتِ اللّيلِ تَعْرُكُهُ | ما بين اكوارها المهرية الصعر |
والخيل تقدح من ارساغها شرراً | أمسَى يُعَثِّنُ مِنهُ التُّرْبُ وَالمَدَرُ |
رد السيوف فمغلول ومنثلم | على الرماح ومنآد ومنأطر |
اذا اشاح بنصل في انامله | قَامَتْ تُعَانِقُهُ الهَاماتُ وَالقَصَرُ |
نصل تمطى المنايا في مضاربه | إذا المُعَزِّرُ أثْنَى نَصْلَهُ الخَوَرُ |
عَارٍ، يُصَافِحُ أعنَاقَ الرّجالِ بِهِ | يَوْمَ النّزَالِ، وَمَا في بَاعِهِ قِصَرُ |
إذا الوُفُودُ دَعَتْ للضّرْبِ شَفرَتَهُ | أطَاعَ فاحتَشَمَتْ من ضِيقِهِ العَكَرُ |
سئلت عن وجهه الظلماء مقمرة | عَنْهُ، وَهَلْ يُتَمارَى أنّهُ القَمَرُ |
نفسي فداء اخ لم يقذ صحبته | اذ كل صافية في مائها كدر |
مَا حَانَ مِنّا لغَيرِ العِزّ مُضْطَرَبٌ | ولا اطبانا الى غير العلى وطر |
أأعذُرُ الدّهرَ إذْ جارَتْ حُكُومَتُهُ | إذاً فَفُسّقَ عُذْرِي حينَ أعْتَذِرُ |
عِنْدَ ابنِ خَيرِ أبٍ حَامَتْ أنَامِلُهُ | على القنا ومشت في كفه البتر |
وَرُبّ قَوْلٍ مَرِيضٍ قَدْ سَهِرْتُ لَه | افضى اليَّ به عن لفظك الخبر |
مالي تسفه اشعاري الذي شهدت | اني ببعض فخار منك افتخر |
يا ابنَ الذين تَبَارَى في نِدائِهِمُ | أصْوَاتُنَا، إنْ عَرَتْ أوْطانَنَا الغِيَرُ |
اذا كررنا حديثا منهم اعترضت | تَجْلُو قَديمَهُمُ الآيَاتُ وَالسُّوَرُ |
وَكَمْ عَدُوٍّ، إذا شَاغَبْتَ دَوْلَتَهُ | يَزْوَرّ عَنْ طَاعَتَيْهِ السّمعُ وَالبَصَرُ |
قَدْ كانَ مُلكُكَ خَلفَ العزّ يرْضَعُهُ | حتى عصاك فخانت رشفه الدرر |
كَمْ حاطِبٍ خانَهُ حَبلٌ، فأقعَصَهُ | ذُلاًّ، وَشَرُّ الحِبَالِ الحَيّة ُ الذّكَرُ |
وَمَجِلسٍ ما أظُنّ الهَمَّ يَعْرِفُهُ | |
تَرَاكَضَتْ في حَوَاشِي رَوْضِهِ الغُدُرُ | |
مَاءٌ كَجِيدِ الفَتَاة ِ الرُّودِ قَابِضَة ً | من الحلي على اثنائه الزهر |
ضمخت بالراح اثواب الكؤوس كما | فض النسيم على اعطافه السحر |
متيم بالعلى والمجد يألفه | وما مشى في نواحي خده الشعر |
والماء يخبرنا عن ورده الصدر | |
اعدى على الشهد فيه الصاب والصبر | |
حياك بالعذر في عذراء قد خرقت | عنها الحجاب وما اقتضت لها عذر |
ومع قبولك لا يغلو لها مهر |