أرشيف المقالات

معنى صبر أيوب

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
إن أيوب عليه السلام يعلم أن الله تعالى يعلم أنه قد مسّه الضر، لكنه يقول: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }قد يتبادر إلى الذهن أن دعاءه عليه السلام نوع من التورية في الشكوى، أو أنه نوع من دعاء الله تعالى بالشفاء.
لكن العكس هو الصحيح؛ فهو عليه السلام يقول لربه: يا رب لقد طال البلاء سنوات وسنوات، لكنني لن أشكو أبدا، ولن أسأم أو أضجر يا رب مهما طال البلاء، فأنا عبدك، وأنا أعلم أنك أرحم الراحمين, وأنا أعلم أن ذلك المرض والبلاء رحمة منك، فأنت أرحم الراحمين, وأنا أعلم أن ما تختاره لي هو نعمة منك عليّ، ولو كان ما تختاره لي هو المرض والبلاء المبين، فأنا ملكك تفعل بي ما تشاء.
ومع أن البلاء قد وصل إلى ذروته، وطال سنين طويلة، فإنه لم يزد على تضرعه وتذلله لربه، وتأكيده على أن الله تعالى أرحم الراحمين.
وتأدبا مع الله ورضا بقضائه، فإنه لم يطلب شيئا، يقينا منه بأن ما يختاره الله خير له.
وقد عرض حاله أمام ربه، وتعبد إلى الله بعبادة التذلل والتضرع واللجوء إلى الله.
فليس للإنسان في الحقيقة إلا ربه، خالقه وهاديه وعاصمه ومنجيه! وهو يعلم أنه سيكون قدوة للمؤمنين.
فهو يعلّمهم أن المؤمن يرى في ابتلاء الله تربية واستكمال نقص واستخراج عبودية.
ولأن المرض أو الابتلاء ليس مقصودا لذاته، ولأن العبودية قد تحققت، وتأكد ذلك اليقين، وثبت ذلك الإقرار برحمة الله، فقد استجاب الله له! فلا عجب أن ينال أيوب عليه السلام جائزة كبرى بأن يكون إماما للصابرين، ومثالا للصبر، على مرّ الأزمان!​​​​​​​هاني مراد


شارك الخبر

ساهم - قرآن ١