أرشيف المقالات

تباً لسخرية خدعت صاحبها

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
اسخر ثم اسخر , و بدنياك تبختر , و برياسة الدنيا و مالها و زينتها تكبر.هذا لسان حال الكثير من الغافلين الراكنين إلى دنياهم اللاهين بما فيها من متاع يوغل معظمهم في السخرية من عباد الله الذين ربطوا تحركاتهم بأوامر الله فلا يتقدم أحدهم أو يتأخر إلا بمراجعة أمر الله و نهيه مما يزيد المستكبرين سخرية و تقليلاً لشأن هذا الذي يترك الحرام أو يتورع عن المشتبهات بينما هناك من ينهل من اللذة الحرام حتى الثمالة غير عابيء بنهي الله أو عقابه المنتظر.و السؤال: هل سيدوم الأمر على هذا الحال؟؟ أم أن لأهل الله شأن آخر سيرفعون به فوق الجميع؟تأمل و انظر أين تضع قدمك , فلا رياسة و لا مال  أو جمال أو قوة ستدوم.قال تعالى: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [البقرة 212].قال أبو جعفر الطبري: يعني جل ثناؤه بذلك: زيِّن للذين كفروا حبُّ الحياة الدنيا العاجلة اللذات، فهم يبتغون فيها المكاثرة والمفاخرة، ويطلبون فيها الرياسات والمباهاة، ويستكبرون عن اتباعك يا محمد، والإقرار بما جئت به من عندي، تعظُّمًا منهم على من صدَّقك واتبعك، ويسخرون بمن تبعك من أهل، الإيمان، والتصديق بك، في تركهم المكاثرة، والمفاخرة بالدنيا وزينتها من الرياش والأموال، بطلب الرياسات وإقبالهم على طلبهم ما عندي برفض الدنيا وترك زينتها، والذين عملوا لي وأقبلوا على طاعتي، ورفضوا لذات الدنيا وشهواتها، اتباعًا لك، وطلبًا لما عندي، واتقاءً منهم بأداء فرائضي، وتجنُّب معاصيَّ  فوق الذين كفروا يوم القيامة، بإدخال المتقين الجنة، وإدخال الذين كفروا النار.
أ هـ من تفسير الطبري.لو سلطنا الآن الضوء على هذا المشهد حيث الحسرات هي السائدة في أوساط من باعوا دنياهم.و الرياسة و السؤدد الحقيقي و النعيم المقيم من نصيب ملوك الآخرة الذين امتنعوا عن الحرام و اتقوا ربهم في الدنيا.ترى هل كانت سخريتهم و كان غرورهم في الدنيا حقيقي أم أنها قتلتهم و كانت النفس الأمارة بالسوء هي الساخر الحقيقي من صاحبها؟؟انتبه قبل أن تخدعك نفسك التي بين جنبيك.اللهم اجعلنا و أهلنا من أهل النعيم.


شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢