ساعةَ مُقاربة اليأس!
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
إنَّما تُعجَّل الإجابة، ساعةَ مُقاربة اليأس، فلا تَستطِل، ولا تَضجَر!"تأمَّلتُ حالةً عجيبةً! وهي أن المؤمن تَنزل به النازلةُ، فيدعو، ويبالغ، فلا يرى أثرًا للإجابة، فإذا قارَب اليأسُ؛ نظر حينئذٍ إلى قلبه.. فإن كان راضيًا بالأقدار، غير قَنوطٍ من فضل الله عزَّ وجلَّ؛ فالغالبُ تعجيل الإجابة حينئذ؛ لأن هناك يَصلح الإيمان، ويُهزم الشيطان!فهناك تَبين مقاديرُ الرجال، وقد أشير إلى هذا في قوله تعالى: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ} [البقرة من الآية:214].فإياك أن تستطيل مُدَّة الإجابة، وكن ناظرًا إلى أنه المَالك، وإلى أنه الحكيمُ في التدبير، والعالِمُ بالمصالح، وإلى أنه يُريد اختبارك، ليَبلو أسرارَك...
إذْ أهَّلك بالبلاء للالتفاتِ إلى سؤاله.
وفَقرُ المُضطَّر إلى اللجإ إليه؛ غنًى كلُّه! فأمَّا مَن يريد تعجيلَ الإجابة، ويتذمَّر إن لم تتعجَّل؛ فذاك ضعيفُ الإيمان، ويرى أن له حقًّا في الإجابة، وكأنه يتقاضى أُجرةَ عملِه...فإياك إياك أن تستطيلَ زمانَ البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء! فإنك مُبتلَى بالبلاء، مُتعبَّد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من رَوح الله، وإن طال البلاء" (ابن الجوزي رحمه الله، في صيد الخاطر).