أرشيف المقالات

إنه الأعظم، فلم الاستهزاء؟!

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
إنه الأعظم فإذا كان في البشرية من يستحق العظمة فهو محمد، هذا كلام علماء الغرب المنصفين، والمسلمون يؤمنون بنبيهم ويحترمونه ويوقرونه ويبجلونه، فهو قدوتنا العليا وهو شفيعنا يوم القيامة وقائدنا إلى الجنة، نؤمن بكل ما أخبرنا به، فهو الذي يستحق العظمة، كيف لا وقد أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى صراط مستقيم.

هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه لا يجوز غمزه ولا الاستهزاء به، فمن فعل ذلك فقد كفر بالله وخرج من الملة، واليوم نجد تبجح أهل الغرب برسول الله صلى الله عليه وسلم بألفاظ ملحدة تقشعر منها الأبدان، ورسوم بذيئة ينفر منها ذوي العقول والألباب، في صحف ومنابر إعلامية، فكيف ناقض أدعياء الحرية مبادئهم؟!

فحين يذكر الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم: يتبادر إلى الذهن سؤال بتعجب: لماذا هذا الاستهزاء؟! ولماذا هذه السخرية؟!

فلطالما نادى الغرب باحترام خصوصيات الآخرين، ولطالما أصلوا وقعدوا لثقافة التعايش، وفكرة نبذ كل ما قد يؤدي إلى العنف والكره، وغيرها من الشعارات، فلماذا يسخر الغرب إذًا بنبينا صلى الله عليهم وسلم؟!
فلاستهزاء الغرب برسول الله بواعث وعوامل انطوت عليها نفوسهم، لعل من أهمها..

- تجذر الكره والحقد في الغرب لهذا الدين العظيم؛ فإن الله تعالى جعل هذا الإسلام طريقاً وحيداً فريداً لصلاح الدنيا والآخرة، فهو الذي ينشئ الحياة من جديد نشأة فريدة، على نمط فريد عما عهده الناس، وهذا ما لم يستطع المستهزئون استيعابه.

- النقمة على أهل الإسلام بما يحويه من فضائل أخلاق؛ فيزعجهم ويعكر صفو مزاجهم ذلك الطهر والعفاف الذي تحلوا به، لذا يسعى أولئك المستهزئون إلى تشويه سمعة المسلمين، ويسخرون منهم ويغمزونهم، فعلى منطق هؤلاء المفسدين لا بد من تحويل المجتمع كله إلى ما وصلوا إليه من رذيلة وسقوط ودنس.

- الفراغ وحب الضحك على الآخرين؛ فإن الإنسان حين يفقد الهدف الأسمى الذي من أجله جاء لهذه الحياة، حين يفقد ذلك يحس -ولا شك- بفراغ قاتل في حياته، لذا سرعان ما يتجه للدروب التي تملأ عليه الفراغ، ولو كان ذلك بتناقضهم الى ما كانوا يدعون إليه، وهو مرض نفسي خطير؛ فبعض النفوس المريضة لا تتلذذ إلا بالضحك على الناس والاستهزاء بهم، والسخرية بخلقتهم وأفعالهم، والافتراء عليهم.


شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣