أرشيف المقالات

الكفاءة والخيار

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
من باب الكفاءة والخيار
 
عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: انكحي أسامة؛ رواه مسلم.
 

المفردات:
فاطمة بنت قيس: هي فاطمة بنت قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر، القرشية الفهرية أخت الضحاك بن قيس الفهري رضي الله عنهما، وكانت فاطمة رضي الله عنها تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، فطلَّقها فلما حلت خطبها معاوية بن أبي سفيان وأبو جهم، فاستشارت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأشار عليها أن تتزوج مولاه وابن مولاه أسامة بن زيد بن حارثة، فاستنكرت أن تتزوج مولى، فحضها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوَّجته واغتبطت به.
 
انكحي أسامة: أي تزوجي أسامة بن زيد حارثة رضي الله عنهما.
 

البحث:
روى مسلم في صحيحه من طريق أبي سلمة بن عبدالرحمن عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلَّقها البتةَ وهو غائب، فأرسل إليها وكيله بشعير فسخِطته، فقال: والله مالكِ علينا من شيء، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: ليس لك عليه نفقة، فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك، ثم قال: تلك امرأة يغشاها أصحابي، اعتدي عند أم مكتوم، فإنه رجل أعمى، تضعين ثيابك، فإذا حللتِ فآذنيني، قالت: فلما حللت ذكرتُ له أن معاوية بن أبي سفيان، وأبا جهم خطَباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد، فكرِهته، ثم قال: انكحي أسامة، فنكحته فجعل الله فيه خيرًا، واغتبطت به.
 
وفي لفظ لمسلم من طريق أبي بكر بن أبي الجهم بن صُخير العدوي: قال: سمعت فاطمة بنت قيس تقول: إن زوجها طلقها ثلاثًا، فلم يجعل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم سكنى ولا نفقة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حَلَلتِ فآذنيني، فآذنته فخطبها معاوية وأبو جهم وأسامة بن زيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما معاوية فرجل تَرب لا مال له، وأما أبو جهم فرجل ضرَّاب للنساء، ولكن أسامة بن زيد، فقالت بيدها هكذا: أسامة أسامة؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: طاعة الله وطاعة رسوله خيرٌ لكِ، قالت: فتزوَّجته فاغتبطت، وفي لفظ مسلم من طريق أبي بكر بن أبي الجهم قال: سمعت فاطمة بنت قيس تقول: أرسل إليَّ زوجي أبو عمرو بن حفص بن المغيرة عيَّاش بن أبي ربيعة بطلاقي، وأرسل معه بخمسة آصُع تمر وخمسة آصع شعير، فقلت: أما لي نفقة إلا هذا ولا أعتد في منزلكم؟ قال: لا، قالت: فشددت عليَّ ثيابي وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كم طلقك؟ قلت: ثلاثًا، قال: صدق، ليس لك نفقة، اعتدِّي في بيت ابن عمك ابن أم مكتوم، فإنه ضرير البصر، تلقي ثوبك عنده، فاذا انقضت عدتك فآذنيني، قالت: فخطبني خُطاب، منهم معاوية، وأبو الجهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن معاوية تَرِبٌ، خفيف الحال، وأبو الجهم منه شدة على النساء، أو يضرب النساء، أو نحو هذا، ولكن عليكِ بأسامة بن زيد، ثم ساق مسلم من طريق أبي بكر بن أبي الجهم قال: دخلت أنا وأبو سلمة بن عبدالرحمن على فاطمة بنت قيس فسألناها، فقالت: كنت عند أبي عمرو بن حفص بن المغيرة، فخرج في غزوة نجران – وساق الحديث وفيه: قالت: فتزوجته فشرفني الله بابن زيد، وكرمني الله بابن زيد.
 

ما يفيده الحديث
1- جواز نكاح القرشية من مولى.
 
2- أن المسارعة إلى طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجلب لصاحبها خيرَ العاجلة والآجلة.
 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢