أرشيف المقالات

تعريف السب والدافع إليه

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
تعريف السب والدافع إليه
 
السب لغة:
هو الشتم والتكلم في عِرض الإنسان بما يَعيبه، وهو مصدر سبه يسبه سبًّا؛ أي: شتمه، وقد ورد النهي عن السب.
 
قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58][1].
 
وفي هذه الآية زجر لمن يسيء الظن بالمؤمنين والمؤمنات، ويتكلم فيهم بغير علم، أو ينسب إليهم ما هم منه براء، أو يؤذيهم بأي نوع من أنواع الإيذاء، ومن فعل ذلك فقد ارتكب إثمًا عظيمًا، وجاء ببهتانٍ كبير.
 
ونظير هذه الآية قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 112][2].
 
• قال الفضيل - رحمه الله تعالى -: "لا يحل لك أن تؤذي كلبًا أو خنزيرًا بغير حق، فكيف بإيذاء المؤمنين والمؤمنات؟!".
 
• وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السب؛ ففي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سِباب[3] المسلم فسوقٌ[4]، وقتاله[5] كفرٌ[6])).
 
الدافع إلى السب والفحش:
قال الغزالي - رحمه الله تعالى -: "إن السب والفحش وبذاءة اللسان مذموم ومنهي عنه، ومصدره الخبث واللؤم، والباعث عليه إما قصد الإيذاء، وإما الاعتياد الحاصل من مخالطة الفسَّاق وأهل الخبث واللؤم؛ لأن من عادتهم السب"؛ (الإحياء: 3/ 121).



[1] نزلت هذه الآية في ناس من المنافقين يؤذون عليًّا رضي الله عنه، وقيل: "نزلت في زناة كانوا يتبعون النساء وهن كارهات"، وقال الصاوي: "نزلت في شأن المنافقين الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يطلبون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن، فإن سكتت المرأة اتبعوها، وإن زجرتهم انتهوا عنها".


[2] البهتان: افتراء الكذب، وقيل: "هو الفعل الشنيع، أو الكذب الفظيع".


[3] سِباب: مصدر سب، وهو أبلغ من السب؛ فإن السب شتم الإنسان، والتكلم في عرضه بما يعيبه، والسِّباب أن يقول فيه بما فيه وما ليس فيه.


[4] فسوق: أي خروج عن طاعة الله ورسوله.


[5] وقتاله: قال العلقمي: "يحتمل أن يكون على بابه من المفاعلة، وأن يكون بمعنى القتل".


[6] كفر: قد يكون المقصود به المعنى اللغوي، وهو الستر؛ لأنه بقتاله لأخيه ستر حقه الثابت له عليه؛ لأن حق المسلم على المسلم أن ينصره ويعينه، فلما قاتله كأنه غطى على حقه، وقيل: "إن الفعل المذكور يفضي إلى الكفر؛ لأن مَن اعتاد الهجوم على كبار المعاصي، جرَّه شؤمُ ذلك إلى أشد منها، فيخشى ألا يختم له بخاتمة الإسلام، وقيل: "لا تفعلوا بالمؤمنين ما تفعلون بالكفار، ولا تفعلوا بهم ما لا يحل وأنتم ترونه حرامًا"، وقيل: "إن اللفظ على ظاهره، وهو كفر حقيقي مخرج من المِلة؛ وذلك لِمَن استحل قتل المسلم من غير وجه حق".

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١