أرشيف المقالات

الإيمان بالكتب وآثاره الإيمانية

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2الإيمان بالكتب وآثاره الإيمانية   إن الإيمان بالكتب هو الركن الثالث من أركان الإيمان؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر)[1].
معنى الكتب لغة: الكتب: وهو جمعك بين الشيئين، والكتاب: اسم لِما كتب مجموعًا[2].

معنى الكُتب اصطلاحًا: هي الكتب التي حوت كلام الله تعالى. ويقصد من الإيمان بها التصديق الجازم بأن جميع هذه الكتب منزَّلة من عند الله عز وجل على رُسله إلى عباده، وأنها كلام الله عز وجل تكلم بها حقيقة، ولا يصح إيمان عبد إلا بالإيمان بجميع كتب الله تعالى، والإيمان بما في هذه الكتب من الأوامر والنواهي، فنؤمن بما سمَّى الله تعالى منها في كتابه من التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، والإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام، والزبور المنزل على داود عليه السلام، وصحف إبراهيم عليه السلام، والقرآن الذي أنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم، وجميع ما في هذه الكتب يصدِّق بعضها بعضًا، وحوت هذه الكتب الدعوة إلى عبادة الله وحده وإلى حقوق الله وحقوق عباده، وإلى الأخلاق الفاضلة، والإيمان بالكتب إنما هو لصلاح الناس والخروج بهم من الظلمات إلى النور[3].
أفضل هذه الكتب وأشرفها هو القرآن العظيم، المنزل على أفضل الرسل محمد عليه الصلاة والسلام، امتاز عن بقية الكتب بالبلاغة والفصاحة إلى حد الإعجاز، وقد تكفَّل الله بحفظه من التحريف والتبديل؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].
الآثار الإيمانية للإيمان بالكتب: 1) إثبات صفة الكلام لله تعالى، وأن ما في هذه الكتب هو كلام الله حقيقة. 2) جميع هذه الكتب اشتملت على الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة. 3) فضل القرآن الكريم على سائر الكتب المنزلة؛ قال عليه الصلاة والسلام: (خيرُكم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه)[4].


[1] سبق تخريجه: ص43. [2] انظر: تهذيب اللغة 10 /87، تاج العروس 4 /101. [3] انظر: التحرير والتنوير 1 /612، معارج القبول 2 /671، شرح العقيدة الطحاوية 297. [4] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" 6 /192، حديث رقم ( 5027 ).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢