حوار مع خضر حبيب
مدة
قراءة المادة :
9 دقائق
.
حوار مع خضر حبيب
نائل نخلة
حوار مع خضر حبيب العضو السياسي في حركة الجهاد الإسلامي المقاومة هي اللعة التي يفهمها العدو
أكد خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحقيق الحقوق الفلسطينية، وأنها هي الوحيدة القادرة على توحيد الشعب الفلسطيني الذي فرقته اتفاقات السلام.
وعبّر حبيب في حوار خاص لمجلة البيان عن أسفه للأنباء التي تحدثت عن أن دولة عربية زودت الموساد بملف عن قادة حماس، مؤكداً أن حركته لن تصدّر الصراع للخارج تحت أي ظرف كان.
ونفى حبيب المزاعم التي تقول إن العمليات الاستشهادية هي سبب ضخامة الضحايا في الجانب الفلسطيني مؤكداً أنها تصب في خدمة الشعب الفلسطيني، وتسعى لإيجاد توازن رعب مع المحتل الصهيوني.
وهذا نص الحوار:
البيان: بعد انتهاء العدوان على شمال القطاع.. هل تعتقد أن قوات الاحتلال نجحت في مهمتها بعد 13 يوماً من العدوان؟ - قوات الاحتلال لم تنجح في حملتها؛ لأنها جاءت لوقف المقاومة ووقف إطلاق الصواريخ، والتي استمرت حتى في الوقت الذي كأنت تحتل شمال القطاع، وكانت الصواريخ تنطلق على سديروت والمستوطنات. البيان: السلطة الفلسطينية طلبت منكم سحب الذرائع من يد إسرائيل، والتي تستخدمها الأخيرة لتسويغ عدوانها على جباليا أمام العالم، ما هو تعليقكم؟ - شيء عجيب أن يطلب العالم من الضحية أن تسكت تحت التهديد، وهذا أمر مرفوض منا كشعب فلسطيني وقوى مقاومة..
من حق شعبنا أن يقاوم، وإسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع لضرب شعبنا؛ فهي تمتلك خطة مبرمجة لضرب وتصفية شعبنا الفلسطيني. البيان: خسائر فادحة تكبدها الشعب الفلسطيني من حملة شمال القطاع..
ألم يكن من الممكن تخفيض وتقليل هذه الخسائر - وخاصة المادية منها؟ - هذا عدوان مفتوح على شعبنا الفلسطيني، ونحن كشعب فلسطيني ندافع عن قضية عادلة وهو واضح..
ولدينا الجاهزية للتضحية، ونحن نعرف أن عدونا يتألم كما نتألم وهذه المسألة لا تقاس من زاوية الربح والخسارة؛ فهذه قضية مبدأ. البيان: هل تعمل سرايا القدس على تطوير صواريخ قدس لقصف المستوطنات؟ - بكل تأكيد كل قوى المقاومة تعمل على تطوير إمكانياتها بما فيها سرايا القدس، وتقصف بها القرى الإسرائيلية، وهذا دأب المقاومة دوماً. البيان: هل تتعاون سرايا القدس مع حماس في تطوير الصواريخ؟ - حقيقة هذه معلومات يختص بها الجهاز العسكري، نحن كسياسيين لا نملك هذه المعلومات، ونتمنى أن يكون ذلك؛ لأن إخوأننا في حماس يربطنا بهم أكثر من رابط. البيان: لم تفلح المقاومة في تكبيد العدو خسائر جدية في الشمال ألا يشجع هذا إسرائيل على التفكير في احتلال القطاع كاملاً؟ - هذا غير صحيح! إسرائيل تكبدت خسائر في المعدات والأفراد، وعلى الجميع أن ينظر للفارق الكبير في المعدات التي يمتلكها عدونا وقدرات شعبنا الذي يمتلك فقط الإرادة والتصميم على خوض المعركة. البيان: اغتالت إسرائيل عام 1995م الشهيد فتحي الشقاقي في الخارج، وعادت الآن لاغتيال قائد في الخارج من قادة حماس، ألا تخشون أن تصعد إسرائيل دائرة اغتيالاتها لتطاع قادتكم في الخارج؟ - هذا احتمال وارد؛ وأول من تعرض للاغتيال في الخارج الشهيد فتحي الشقاقي، ونحن نضع هذا في حساباتنا، لكن نحن كمقاومة نعمل فقط على حصر مقاومتنا في فلسطين. البيان: هل لديكم تحذيرات في هذا الشأن؟ - الموضوع لا يحتاج لتحذيرات، فهناك معلومات أكيدة على أن إسرائيل تستهدف المقاومة وقادتها في الداخل والخارج؛ هذه معلومات أصبحت واضحة للعيان، ونحن نأخذها على محمل الجد. البيان: اغتالت إسرائيل مؤخراً قائد سرايا القدس بشير الدبش وقبله الكثيرين، هل تعتقدون أن هناك ثغرة أمنية واختراقاً للدائرة الضيقة لهؤلاء الشهداء، وهل تحققون فيما يجري؟ - بكل تأكيد كل محاولة اغتيال يعقبها بحث وتحقيق في كيفية ظروف الاغتيال وفي الدائرة المحيطة بها..
نحن ندرك أن عدونا يمتلك قوة تكنولوجية هائلة من طائرات بدون طيار، إلى طائرات أباتشي..، وهي تمتلك ما يؤهلها للقيام بهذه الاعمال. ونحن لا نستبعد أن تكون هناك اختراقات في الدائرة الاجتماعية الضيقة للشهداء، وأن تكون هناك أيدٍ خفية تهدد شعبنا الفلسطيني ونحن نأخذ هذا في الحسبان. البيان: هل أنتم مطمئنون للاحتياطات الأمنية التي تتبعونها؟ - نحن نعمل ما نقدر عليه والباقي يرجع لمشيئة الله، وندرك أن هذا بيد الله وندرك أن كل قوى الأرض لن تستطيع إنقاص عمر إنسأن دقيقة واحدة، ونحن نعمل المفروض أن نعمله والأقدار يحددها الله. البيان: صحيفة عربية ذكرت أن دولة عربية سلمت الموساد ملفاً عن قادة حماس، ما تعقيبكم؟ خاصة أن هذا الأمر قد يطال قادة الجهاد، وهل لديكم معلومات؟ - سمعنا هذا الخبر، وهذا شيء مؤسف أن يتورط من نعتقد أنهم سند لمقاومة شعبنا أن ينخرطوا لصف الأعداء، ويقدموا المعلومات؛ كي يتم اصطياد المجاهدين، ونتمنى ألا يكون..
ولا معلومات دقيقة لدينا في هذا الشأن. البيان: إذا أقدم الموساد على اغتيال قادة الجهاد في الخارج فكيف ستتصرفون؟ وهل ستصرون على حصر المقاومة في الداخل؟ - نحن نعمل على عدم تصدير الصراع للخارج، ونعمل على حصره في داخل فلسطين، وحتى لو تم اغتيال أي قائد أو عنصر حتى إن كان على مستوى رأس الهرم؛ فهذا شيء لن يوقف مسيرة شعبنا الفلسطيني؛ فشعبنا يدافع عن حق واضح وقضية مقدسة، ونحن مستعدون للتضحية بأغلى ما نملك؛ فقبل ذلك تم اغتيال الشهيد القائد فتحي الشقاقي؛ وحركة الجهاد تعاظمت وكبرت وأصبحت من الأرقام المهمة على الساحة الفلسطينية. البيان: دخلت الأنتفاضة عامها الخامس؛ فهل أنتم مصممون على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني؟ - بكل تأكيد؛ فأرض الواقع تثبت أن المقاومة هي الخيار الوحيد، وهي اللغة التي يفهمها عدونا الذي جاء لينتزع الأرض، ويهجر الشعب ويقتل ويدمر.
عدونا لديه مخططات واسعة، وإن لم يتم لجمها ووضع حد لها حتى لا تتمدد وتصبح كالغول، وتهدد كل الأقطار العربية والإسلامية، وليس شعبنا فقط. وعلى شعبنا وأمتنا أن تدرك أنه لا بد من التخلص من هذه الفئة السرطأنية المسماة إسرائيل. البيان: يُرجع بعضهم الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني خلال الأنتفاضة لأسلوب العمليات الاستشهادية نظراً للرد الإسرائيلي القاسي فما رأيكم؟ - نحن مع استخدام أي اداة للمقاومة وسواء كانت عمليات استشهادية أو إطلاق صواريخ، هذه أدوات لتعمل توازن رعب مع المحتل..
حقيقة العمليات الاستشهادية كأنت دوماً لصالح شعبنا وصالح المقاومة.
غير صحيح أن هذه هي سبب فداحة الضحايا؛ فالعدو لديه خطة لقتل شعبنا ومحوه عن الخارطة، ونحن نتصدى بكل إمكأنياتنا لهذا المشروع الاستيطأني الإحلالي الذي يعمل على أنتزاع شعبنا ووطنه. البيان: ما موقفكم من الانتخابات، وهل ستخوضونها؟ - نرجِّح ألا تكون انتخابات؛ لأنه إذا أجريت فسيفوز بها الإسلاميون، ولن ترضى أمريكا وإسرائيل بذلك، وإذا أجريت أنتخابات رئاسية فسيفوز بها أبو عمار..
وهو شخصية غير مرغوب بها لدى الإدارة الأمريكية وشارون؛ لذلك نستبعد إجراءها؛ ربما تعقد أنتخابات بلدية، وسنقرر وقتها؛ فنحن لم نقرر المشاركة حتى الآن، لكننا أوعزنا لكوادرنا وانصارنا أن يسجلوا أسماءهم في سجل الناخبين حتى يضمنوا حقهم. البيان: المقاومة محاصرة فهل تستعصي على الاستئصال بما يضمن لها الاستمرارية؟ - مقاومة شعبنا لا يمكن استئصالها على الإطلاق؛ لأن شعبنا يمتلك مظلومية هي الأوضح والأكثر بياناً على مستوى العالم، ولا يمكن استئصال المقاومة إلا إن رجع الحق لأصحابه. البيان: هل من كلمة أخيرة توجهونها للأمتين العربية والإسلامية؟ - نحن يجب أن نذكر دوماً أن شعبنا الفلسطيني لا يدافع عن فلسطين فقط، بل يتصدى لمشروع آثم يستهدف الأمة وعلى شعوبنا العربية والإسلامية أن تدرك هذه الحقيقة، وأن تقف بجانب شعبنا الفلسطيني؛ لأن كسر شوكة شعبنا ـ نسأل الله السلامة ـ ستصبح معه كل العواصم مستباحة من العدو الصهيوني والأمريكي