أرشيف المقالات

مصاب مصر بالسودان

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
إن الفجيعة الأخيرة بالسودان قد جرحت قلوب المصريين جرحًا لا يندمل، وجميع عقلائهم متفقون على أن ترك السودان لإنكلترا خالصًا لها من دون مصر كان أولى من هذه الشركة الاسمية التي عقدت بين إنكلترا ومصر في (وفاق 19 يناير) بل منهم من يقول: إن التصريح بحماية الإنكليز لمصر والسودان معًا هو أهون مصابًا من هذا الوفاق الجائر، ويرون بالإجماع أن كل من رضي بهذه القسمة الضيزى من حاكم ومحكوم فهو خائن لأمته ووطنه، بائع بلاده بيعًا مقلوبًا شرط فيه أن يكون الثمن على البائع يؤديه للمشتري.
ذلك أن الإنكليز قد بلغت ضرائبهم على مصر بهذه الشركة 1141286 جنيهًا مصريًّا في السنة، منها 84825 نفقات جيش الاحتلال والباقي للحربية العمومية وللإدارة والعسكرية في السودان (كما بينه المؤيد الأغر في عدد يوم الاثنين الماضي) ويدخل في هذا البيع أو الوفاق أو الشركة أن للإنكليزالحق في أن يفتحوا ما شاءوا من بلاد إفريقيا برجال مصر وأموالها من غير رضاء أمير ولا سلطان، ولا لوم على الإنكليز في إخلاف الوعود ونقض العهود، فإن هذا كله حرب وجهاد، و (الحرب خدعة) باتفاق العباد، وإنما اللوم والتثريب بل اللعن من الله وملائكته والناس أجمعين على من يفضل الموت فما دونه على تسليم بلاده ووطنه لأعدائه المحاربين، والله عليم بالظالمين. 23 رمضان - 1316هـ فبراير - 1899م

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢