الإهتمام بالعقيدة والتوحيد (س/ج)
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
الاهتمام بالعقيدة والتوحيد (س/ج)س 1 - لماذا نهتم بالتوحيد أكثر من غيره؟
ج 1 - نهتم بالتوحيد لأسباب كثيرة منها:
(1) التوحيد: (ضد الشرك) هو الركن الأساسي الذي يُبنى عليه الإسلام، ويتمثل في الشهادتين: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله".
(2) التوحيد المذكور هو الذي يدخل به الكافر الإسلام فلا يُقتل.
(3) التوحيد: دعوة جميع المرسلين إلى أممهم قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾.
[النحل 36].
(4) التوحيد هو الذي خلق الله العالَم لأَجله قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ ﴾.
[الذاريات: 56].
(ليعبدون: ليوحدوني ويفردوني في العبادة)
(5) التوحيد: يشمل توحيد الرب والإله والحكم والأسماء والصفات وجميع أنواع العبادات.
(6) التوحيد: في الأسماء والصفات مُهم جدًا، فقد التقيتُ بشاب مسلم
يقول: "إن الله في كل مكان" فقلت له إن أردتَ به ذاته فهذا خطأ كبير، لأن الله تعالى - يقول: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾.
[طه: 5].
(أي علا وارتفع كما جاء في البخاري) وإني أردت أن الله معنا بسمعه وبصره وعلمه فهذا صحيح، فرضي بهذا الشرح.
(7) التوحيد: هو الذي تتوقف عليه سعادة الإنسان وشقاؤه في الدارين.
(8) التوحيد: هو الذي أخرج العرب من الشرك والظلم والجهل والتفرق إلى العدل والعزة والعلم والوحدة والمساواة والتوحيد.
(9) التوحيد: هو الذي فتح به المسلمون البلاد وأنقذوا العباد من عبادة الطغاة إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان المحرَّفة إلى عدل الإسلام المحفوظ.
(10) التوحيد: هو الذي يدفع بالمسلم إلى الجهاد والتضحية والفداء.
(11) التوحيد: هو الذي يُوحد العرب والعجم ويجعلهم أمة واحدة، ولذلك
لمَا وصلت دعوة التوحيد التي قام بها المجدد محمد بن عبد الوهاب إلى بلاد الهند عن طريق الحجاج خاف الإنجليز منها، لأنها توحد المسلمين جميعًا في أقطار العالم فتخرجهم من البلاد التي سيطروا عليها، لذا راح الإنجليز مع أتباعهم يقاومون دعوة التوحيد، ويطلقون عليها (الدعوة الوهابية) لِيُبعدوا الناس عنها، كما ذكر ذلك الشيخ علي الطنطاوي في كتابه: (الشهيد أحمد عرفان) و (محمد بن عبد الوهاب).
(12) التوحيد: هو الذي يُقرر مصير المجاهد، فإن كان من الموحّدين فله الجنة، وإن كان من المشركين فيكون من أهل النار.
(13) التوحيد: هو الذي قامت المعارك من أجله، واستُشهد المسلمون في
سبيله، ثم انتصروا بسببه، ولا يزال المسلمون يحاربون من أجله، ولا عِزَّ لهم ولا نصر إلا بتحقيقه.
فكما أنه استطاع في الماضي أن يوحدهم ويُقيم لهم دولة كبيرة، فهو الآن قادر -بإذن الله- أن يُعيد لهم مجدهم وعزهم ودولتهم إذا عادوا إليه.
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾.
[محمد: 7].
س 2 - ما هو لزوم الدين والعقيدة للإنسان؟
ج 2 - الإنسان محدود بطبيعته، ومحدود بوظيفته لرب العالمين، وظيفة العبادة في الأرض لتحقيق جميع معاني العبادة لله، وهو بفطرته لا يرضى أن يبقى كذرة ضائعة تائهة، فلذلك لا بد من عقيدة ربانية تُفسر له ما حوله، وتُحدد له مكانه، وتضبط وظيفته، وترسم له الطريق المستقيم الموصل للسعادة الدنيوية والأخروية.
وهذه العقيدة هي النور الصافي بما يتفرع عنها من أحكام وتشريع لتضبط سلوك الإنسان، وتوصله إلى الأمن والاستقرار، فيها الهدى والنور، والفوز والنجاح.
قال الله تعالى: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾.
[البقرة: 138].
(من كتاب الأجوبة المفيدة بتصرف).
س 3 - ما هو واجب الدعاة والجماعات الإسلامية؟
ج 3 - الواجب على الدعاة والجماعات الإسلامية أن يسيروا على منهاج الكتاب والسنة الصحيحة، وأن يبدؤوا بما بدأ به جميع الرسل -عليهم السلام- وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد بدأ دعوته بالتوحيد الذي يتمثل في شهادة لا إله إلا الله، ومعناها: لا معبود حق إلا الله، وبقي ثلاثة عشر عامًا في مكة يدعو إليها، حتى استقر في نفوس أصحابه أن العبادة، ومنها الدعاء لا يطلب إلا من الله، لأنه وحده القادر، وغيره عاجز، وأن التشريع والحكم لا يجوز إلا لله، لأنه الخالق وهو أعلم بمصالح عباده، ثم بعد أن هاجر إلى المدينة كوَّن الدولة الإسلامية ودعا إلى الجهاد والقتال لتكون كلمة الله العليا.