ملازمة أهل العلم
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
ملازمة أهل العلم ابتسام أزاد (1442) بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد...
فإن الله حافظُ كتابِه وناصرُ دينِه، ومن الأوعية التي حُفِظَتْ فيها العلوم هي:
• السطور كَتْبًا.
• والصدور حِفْظًا.
• والإجماع القولي سَمَاعًا وروايَةً بالتلقّي والمشافهة.
• والإجماع الفعلي عملًا وممارسةً.
أنزل الله الكتب وأرسل الأنبياء والرسل، ولم يكتفِ بأحدهما، لنْ تبلغَ شأوَ العلماء بمجرد الاطلاع على بعض الكتب وحفظِ بعض المتون واستماعِ شيءٍ من الدروس المسجلة والتعلُّم الذاتي فحسب، فكل هذه منها ما هي من "الوِجادة"، ومنها ما هي في "حكم الوِجادة"، ولا يكفي طلبُ العلم عن طريق "الوِجادة"، بل لا بد من أخذِه عن الأشيَاخ والشيْخات أخذًا مباشرًا سَماعًا وروايةً، بـ"التَلَقِّي والمشافهة" أيضًا، كما في الحديث «تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ وَيُسْمَعُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْكُمْ»؛ [سنن أبي داود، (5 /500)، رقم (3658)، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح].
فنحن "أمة الإسناد"، لذلك يجمع طالب العلم وتجمع طالبة العلم بين الخَيرين.
فبملازمة أهل العلم ودوام التواصل معهم، تجد أنهم يوفِّرون لك الوقتَ والجهدَ بفضل من الله، بقدرٍ لا يخطرُ ببال!
فمُهِمَّتُهم البلاغ، برفع الجهل عنك، ومُهِمَّتُهم البيان، بإرشادك إلى الفقه الصحيح ما قد فهمتَه على غير وجهه وأنت لا تدري، أو بإزالة لبسٍ وَهِمتَه فيما خفِيَ عليكَ؛ ومُهِمَّتُهم حُسن الدلالة، باختصار مجلداتٍ ضِخام في جملةٍ أو شبهِ جملةٍ أو حتى في كلمةٍ! وإن لم تتعلم منهم المسائل من أول وَهْلة، فحتْمًا ستستفيد من هَديِهم وسمْتهم الشيءَ الكثيرَ، فالعالم الربانيّ "لا يخلو من بركة"، كما قيل في الكتاب إنه "لا يخلو من فائدة"، فالعلماء "ورثة الأنبياء"، ينفونَ عن العلم تحريفَ الغالين وانتحالَ المبطلين وتأويلَ الجاهلين.
فَلْزَمهم، فَلْزَمْهم!
والحمد لله على نعمة السند والمسندين.