لماذا أنسى المعلومات بعد حفظها؟!
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
لماذا أنسى المعلومات بعد حفظها؟!أثناء قراءتي لوِرد اليوم، وجدتُ فيه ردًّا على سؤال أحدهم: لماذا أنسى المعلومات بعد حفظها؟!
وسبحان الله كانت الإجابةُ في أول آية في الصفحة: ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 106]، وكان مكتوبًا في معاني الكلمات: "نُنْسِها: نمحها مِن القلوب".
حينها سألتُ نفسي: "أليس المفترض: نمحها مِن العقول؟!
ولكني اكتشفتُ أن القلبَ بالفعل هو الذي حين يُحبُّ علمًا ما يستطيع حفظَه بسهولة وتذكُّرَه دائمًا.
وحين يُغلق تجاهه فما مِن سبيلٍ لحفظه، ولو قضيتَ أمامه سنة! كالطالب الذي ينسى كلَّ ما حفظه بمجرد خروجه مِن مكان الاختبار!
وهذا بالفعل ما قاله اللهُ تعالى عن حفظه سبحانه للقرآن الكريم، أنه محفوظٌ في صدور المؤمنين، وليس الأمر حفظًا في مصاحفَ أو تسجيلاتٍ؛ ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾ [العنكبوت: 49].
فحتى لو اختفت المصاحفُ كلُّها، ومُسحت التسجيلاتُ كلُّها؛ ستجد أيضًا مَن يردُّ الإمامَ حين يُخطئ في آيةٍ ما في الصلاة!
وأشار النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضًا إلى ذلك حين قال: ((إن الله لا يَقْبِض العلمَ انتزاعًا ينتزعه مِن العباد، ولكن يقبض العلمَ بقَبْض العلماء))[1].
فقبل أن تبحثَ عن كيف تحفظ العلم؟ ابحثْ عن العلم الذي تُحبه؛ فذلك أدعى للحفظ مهما كانت ظروفك.
♦ مرجع معاني الكلمات: مصحف الميسر في غريب القرآن.
[1] صحيح البخاري (100).