أرشيف المقالات

ذكر دخول الخلاء (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
ذكر دخول الخلاء
"اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"
 
عَنْ أَنْسٍ - رضي الله عنه - قال: كَانَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ".
 
ألفاظ الحديث:
(إِذَا دَخَلَ): أي إذا أراد أن يدخل، وجاء ذلك مصرحاً به في رواية البخاري المعلَّقة وذكر الحافظ ابن حجر أن البخاري وصلها في الأدب المفرد من حديث أنس - رضي الله عنه - بلفظ: " كان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا أراد أن يدخل الخلاء قال...".
 
فهذا الذكر يقال عند إرادة الدخول للخلاء وهذا في البنيان وأما في الصحراء فيقال عند ما يشرع في تشمير ثيابه.
(إِنِّي أَعُوذُ): أي أعتصم بك، والمعنى: اللهم أعذني من الخبث والخبائث.
 
(مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ): (الخبُث) بضم الباء جمع خبيث، وهم ذكران الشياطين، و(الخبائث) جمع خبيثة وهن إناثهم.
فكَأنه استعاذ من ذكران الشياطين وإناثهم.
 
ولها وجهٌ آخر وهو إسكان الباء: (الخُبْث): وهو الشر، (والخبائث): الذوات الشريرة.
فكأنه استعاذ من الشر وأهله وذكر الخطابي [في: "معالم السنن" (1/ 16)] أن إسكان الباء غلط من أغلاط المحدثين.
والصواب أنه جائز ونقله النووي عن جماعة من أهل المعرفة.
 
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: في الحديث دلالة على مشروعية قول (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) عند إرادة دخول الخلاء في البنيان وعند الشروع في التشمير في الفضاء، ومناسبة هذا الذكر أن مواضع الخلاء مأوى للشياطين يدل على ذلك حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: " إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخُبُث والخبائث " رواه أبو داود وابن ماجة وأحمد وصححه الألباني.
[انظر: " تمام المنة " ص 57.]
 
الفائدة الثانية: قول النبي صلّى الله عليه وسلّم (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) عند دخول الخلاء فيه دلالة على أن الإنسان مفتقر إلى الله - عزّ وجل - في دفع ما يضره من الشياطين ذكرانهم وإناثهم أو من الشر كله وأهله.
 
مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الطهارة)

شارك الخبر

المرئيات-١