حديث: إن أمي نذرت أن تحج
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
حديث: إن أمي نذرت أن تحجوعنه رضي الله عنه أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج، فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: «نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء».
رواه البخاري.
المفردات:
وعنه: أي وعن ابن عباس رضي الله عنهما.
جهينة: قبيلة مشهورة كانت تسكن قرب ساحل البحر من شمال ينبع ومن بلادها الحرقات التي بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
نذرت: أي تعهدت والتزمت لله عز وجل.
قاضيته: أي مؤديته وموفيته.
اقضوا الله: أي أدوا ووفوا ما ثبت في الذمة لله عز وجل.
أحق بالوفاء: أي أولى بأن يؤدى ما ثبت في ذمة العباد له من سواه.
البحث:
أخرج البخاري هذا الحديث في باب الحج والنذور عن الميت والرجل يحج عن المرأة بهذا اللفظ من حديث أبي عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقد أورد في كتاب النذور من رواية شعبة عن أبي بشر هذا الحديث بلفظ: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أختي نذرت أن تحج.
الحديث وفيه: فاقض الله فهو أحق بالقضاء.
ولا معارضة في ذلك لإمكان أن يكون الرجل سأل عن أخته وأن تكون المرأة سألت عن أمها.
قال الحافظ في الفتح: سيأتي في الصيام من طريق أخرى عن سعيد بن جبير بلفظ: قالت امرأة: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر.
ثم قال: وزعم بعض المخالفين أنه اضطراب يعل به الحديث، وليس كما قال، فإنه محمول على أن المرأة سألت عن كل من الصوم والحج ويدل عليه ما رواه مسلم عن بريدة أن امرأة قالت: يا رسول الله إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت قال: وجب أجرك وردها عليك الميراث.
قالت: إنه كان عليها صوم شهر, أفأصوم عنها؟ قال: صومي عنها.
قالت: إنها لم تحج، أفأحج عنها؟ قال: حجي عنها.
اهـ.
ما يفيده الحديث:
1- جواز الحج عمن نذر أن يحج فمات قبل أن يحج.
2- مشروعية القياس.
3- أن ما التزم به الميت ومات دون أن يوفيه فإن وليه يؤدي عنه ذلك.
4- أن دين الله أحق بالقضاء.