دمعة حزن على مقلة عروس
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
شعر
دمعة حزن في مقلة عروس
عبد الرحمن صالح العشماوي
تروح بنا مصائبُنا وتغدو ... فما يُرعى لنا في الناس عَهْدُ ونحبو في طريق العلم حَنْواً ...
وعَالمُنَا على قدميه يعدو ويخطب (باقلٌ) في كل نادٍ ...
فيا (سحبانُ) قولُك لا يُعَدُّ ويحرق ثوبه عمرو بن هندٍ ...
ولو علمتْ لما احتضنته هندُ ولو أبصرت يا كعب (سعاداً) ...
لما ناديتها وكفتك (دَعْدُ) ويا (حسّانُ) بعدك ألف صوتٍ ...
من الشعراء، بالنعرات تشدو كأنّا قد نسينا ألف عامٍ ...
ونصفَ الألف، وانتفضتْ (مَعَدُّ) وهبّتْ ريح (ذبيان) و (عبسٍ) ...
فثار لها غطارفةٌ وأُسْدُ كأنَّ عقولنا ممّا اعتراها ...
مساحاتٌ من الصحراء جُرْدُ تقول الحربُ: ها أنذا بسيفي ...
أمدُّ يدي فقوموا واستعدّوا وبعض رجال قومي في يديهمْ ...
حبالٌ لا تُلَفُّ ولا تُشَدُّ وأنذرت الخطوب، فليت تشعري ...
متى يلوي ذراع الغيِّ رُشْدُ غضبتُ لأمتي ممّن يغنّي ...
لها وفؤاده دَنَسٌ وحِقْدُ يبادلها حديث الحبَّ جهراً ...
وفي أعماقه خصمٌ ألدُّ سلوني عن دكاترةٍ كبارٍ ...
لهم في فكرنا أَخْذٌ وردُّ تُعيرهمُ الصَّحافةُ مقلتيها ...
فهم في عُرفها الركنُ الأَشدُّ لهم عَبْرَ الإذاعةِ ألفُ صوتٍ ...
وفي التِّلفاز أذرعةٌ تُمَدُّ دكاترةٌ لهم فكرٌ غريبٌ ...
وأحلامٌ عراضٌ لا تُحدُ على وطنيَّةِ التفكير قاموا ...
وتحت غطائها قبضوا ومدُّوا وباسم ثقافة العصر استباحوا ...
حمى الفكر الأصيل وعنه نَدُّوا أقول لهم: ثقافتكم هباءٌ ...
وليس لغيمكم برقٌ ورَعْدُ أقول لهم: كتابُ اللهِ فيكم ...
إلى يَنبوعه الصَّافي المَرَدُّ تعبتم في ملاحقة الدّعاوى ...
وجرحُ فؤادِ أمتكم يجِدُّ لنا وطنيَّةٌ ليست نَشازاً ...
فما تجفو الكتابَ ولا تَنِدُّ لنا البيت الحرام، لنا حراءٌ ...
نعم، ولنا تهامتُنا ونَجدُ لنا أرض الجزيرة قام فيها ...
من الإسلام دون البَغي سدُّ لنا الأقصى، لنا شام ومصرٌ ...
لنا يَمَنٌ وبغدادٌ وسِنْدُ لنا في المغرب العربي أهلٌ ...
وأحبابٌ، وفي كابولَ جُنْدُ لنا الإسلام يجمع شمل قومي ...
وإنْ ورمتْ أنوف من استبدُّوا ولا وطنية لدعاة فكرٍ ...
دخيلٍ، من سوانا يُسْتَمَدُّ إذا صارتْ روابطُنا تُراباً ...
عليه حبال أمتنا تُشَدُّ فلا تعجبْ إذا اضطربتْ خطانا ...
وساومنا على الأمجادِ وَغْدُ ولا تعجبْ إذا صارت رُؤانا ...
تَغيم، وقصر فرحتنا يُهدُّ ألا يا سائلي عما أعاني ...
معاناتي لها في القلب حَشْدُ تعالَ لكي ترى غاراتِ قومي ...
على قومي وتبصرَ ما أعدُّوا ولا تسألْ، فليس لنا جوابٌ ...
وليس لأمتي في الأمر قَصْدُ مضى زمن عليها وهي تحبو ...
ولم يُقدحْ لها في المجد زَنْدُ عروس لا تُزَفُّ إلى عريسٍ ...
وليس لجيدها القمريِّ عِقْدُ ولا مُنحتْ أساورَ من نضارٍ ...
ولم يُغْرسْ لها في الدرب وَرْدُ عروسٌ جُلِّلتْ بثياب حزنٍ ...
وطاف بها على الشَّارين عَبْدُ مراكبُها تُسيِّر في بحارٍ ...
ولا هدفٌ على الشطآن يبدو نقول لأجلها حقاً، ولكن ...
يواجهُنا من الأحباب صَدُّ نُقَابَلُ بالتجاهل والتغاضي ...
وينسى القوم أنَّ الأمرَ جدُّ إذا لم يحكم الإسلامُ قومي ...
فمهْدُك أيُّها المولودُ لحْدُ