حين أبكاني محمد
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
منذ تسع سنين أعمل في أحد أقسام الطوارئ بالمستشفى، وفي كل يوم أستقبل العديد من الحالات المرضية المختلفة، أصف لهذا علاجاً وأنصح آخر بالراحة، وأضع ثالثاً تحت الملاحظة، وأحول آخر للعناية الفائقة ( المركزة )، وكثيرا ما أطلب من المراجعين إجراء بعض التحاليل للدم والبول والبراز، وهي في الغالب تحاليل روتينية، فنعطي المراجع قارورة (علبة) صغيرة من البلاستيك المعقم ليضع فيا عينة مما نريد إجراء الاختبار عليه بعد أن نكتب اسم المراجع على ورقة ملصقة بهذه القارورة.
وذات يوم جاء إلى قسم الطوارئ بالمستشفى طفل عمره تسع سنوات يشكو آلاماً في بطنه، وبعد فحصه طلبنا منه إجراء فحص مخبري للبول، أحضرنا القارورة وسألناه عن اسمه لنكتبه على القارورة، وكان اسمه محمداً، كتبنا الاسم وطلبنا منه إحضار العينة، أخذ الطفل القارورة وبعد مدة يسيرة عاد الطفل، لكنه عاد بالقارورة فارغة فنبهناه إلى ضرورة وضع عينة من بوله في القارورة لفحصها، لكنه بإصرار شديد رفض رفضاً قاطعاً وضع العينة في القارورة، أتدرون لماذا؟ لأنه رأى القارورة مكتوباً عليها اسم محمد، فرفض إجلالاً لاسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فبكيت بشدة وتعجبت من حرص الفتى إلى هذه الدرجة، ودعوت له بالخير فقد نبهني لأمر لم أنتبه له طوال هذه السنوات.