وسائل إعلام غربية تتعمد نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
واصلت العديد من الصحف الأوروبية إعادة نشرها للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم, في وقت تصاعدت فيه حدة الغضب في العالم العربي والإسلامي, وطالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجعل الجمعة يوم احتجاج وغضب عالميا. وبعد أن نشرت صحيفة "فرانس سوار" الأربعاء نفس الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة "غيلاندز بوستن" الدانماركية في ديسمبر الماضي, عادت صحيفة "لوموند" الشهيرة ونشرت رسما لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام تحت مزاعم الدفاع عن حرية التعبير. ونشرت لوموند رسما للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم احتل نصف مساحة صفحتها الأولى تحت توقيع رسام الصحيفة بلانتو, كما نشرت افتتاحية بعنوان "رسوم كاريكاتورية حرة" في نفس العدد. وصور بلانتو في رسمه وجه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام مستخدما بدل الخطوط جملة مكتوبة بخط اليد في كل الاتجاهات "يجب أن لا أرسم محمدا", فيما ذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أنه يمكن للمسلم أن يشعر بالصدمة بسبب رسم الرسول، "غير أنه لا يمكن لديمقراطية إنشاء شرطة للرأي على حساب الاستهانة بحقوق الإنسان". من جهتها أعلنت صحيفة ليبراسيون اليسارية أنها ستخصص ست صفحات في عدد الجمعة لقضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام, وستخصص رسمين اثنين من نفس الرسوم التي نشرتها الصحيفة الدانماركية, وهو ما ينطبق على أسبوعية "شارلي-أبدو" التي قررت إعادة نفس الرسوم في عددها القادم. يأتي موقف الصحف الفرنسية بعد أن نشرت صحيفة "لو تان" السويسرية أيضا الرسوم التي نشرتها الصحيفة الدانماركية. كما نشرت صحيفة "ماجيار هيرلاب" المجرية رسما ساخرا يظهر فيه إمام يأمر مفجرين انتحاريين بالتوقف لأن "الجنة نفد ما لديها من الحور العين"، على حد زعم الصحيفة. ونشرت عدة صحف أوروبية أخرى من بينها "إيه بي سي" و"بيريوديكو دو قطالونيا" الإسبانيتان صورا لصحف نشرت الرسوم الساخرة. كما انضم تلفزيون "بي بي سي" لوسائل الإعلام التي نشرت الرسوم المسيئة، وبررت "بي بي سي" الإجراء الذي اتخذته برغبتها في مساعدة المشاهدين على فهم المشاعر القوية التي أثارتها تلك الرسوم في العالم. غضب عالمي في المقابل طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعوب الإسلامية في كل مكان بأن يجعلوا اليوم الجمعة "يوم احتجاج وغضب عالميا لله ورسوله، ولكل الأنبياء والرسل ولمقدسات الإسلام، وكل الأديان، على الإساءات التي مست شخص الرسول" محمد صلى الله عليه وسلم. وقال رئيس الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي في تصريحات لقناة الجزيرة إن إعادة نشر مؤسسات إعلامية أوروبية لهذه الرسومات ورفض الحكومة الدانماركية الاعتذار رغم كل الغضب الذي أظهره المسلمون، إنما يؤكد أن هناك حملة ضد الإسلام. واعتبر أن سلاح المقاطعة لمنتجات الدول التي نشرت صحفها هذه الرسوم هو سلاح ناجح وفعال، وبدأ يؤتي أكله. ردود أفعال وعن ردود الأفعال حيال قضية الإساءة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام صرح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بأن حرية الصحفة ينبغي ألا تكون مبررا لإهانة الأديان. من جانبه أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه يجب أن يكون لحرية الصحافة حدود, معتبرا تلك الرسوم الكاريكاتورية "هجوما على القيم الروحية". أما وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي فرفض ردود الفعل الإسلامية المنددة، وقال إنه يفضل "المبالغة في الكاريكاتور على المبالغة في الرقابة". وفي الرياض عبر وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز عن أمنيته بأن يدين الفاتيكان بشدة نشر هذه الرسومات، وأكد رفض بلاده الضغوط التي تتعرض لها من الاتحاد الأوروبي بسبب حملة المقاطعة للمنتجات الدانماركية. وفي سوريا التي استدعت سفيرها من الدانمارك، احتج وزير الأوقاف لدى استقباله السفير الدانماركي على نشر هذه الرسوم، متهما اللوبي الصهيوني بالوقوف وراء هذه الأزمة، كما طالب مجلس الشعب السوري برلمانات العالم بالتحرك لمعالجة هذا الموضوع ومحاسبة المسؤولين عنه. وفي باكستان نظمت الأحزاب الإسلامية مظاهرتين احتجاجيتين كبيرتين، وطالبت بإغلاق البعثات الدبلوماسية للدول المسيئة في باكستان. وفي اليمن أحرقت مؤسسات تجارية كبرى مخزونها من المنتجات الدانماركية استجابة لدعوة المقاطعة. وفي لبنان دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأمة الإسلامية لاتخاذ موقف صارم من هذه الإساءة. وفي السودان رفض الرئيس عمر البشير استقبال وزير الدفاع الدنماركي احتجاجا على نشر تلك الرسوم الوقحة، والإساءة البالغة . وفي القاهرة أكد الرئيس حسني مبارك أن حرية التعبير يجب ألا تنال من الأديان، كما دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال اتصال هاتفي مع العاهل السعودي لموقف إسلامي حازم من هذه الحملة. واضطرت النرويج لإغلاق مكتبها التمثيلي في الضفة الغربية إثر تطويق مسلحين مقر الاتحاد الأوروبي في غزة وإغلاقه ردا على نشر الرسوم المسيئة. وأعلنت فصائل فلسطينية في بيان لها إهدارها لدم كل دانماركي أو فرنسي أو نرويجي موجود في الأراضي الفلسطينية احتجاجا على الإساءة للرسول الكريم. وأغلقت ليبيا بعثتها الدبلوماسية في كوبنهاغن، بينما أعلنت العديد من الدول العربية والإسلامية إدانتها الصريحة للإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام، ومنعت دول أخرى الصحف المسيئة من الدخول إلى أراضيها من بينها المغرب