ليلة القدر
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
بسم الله الرحمن الرحيمهي أشرف ليالي السنة وأعظمها قدراً وأفضلها شرفاً وأكثر ثواباً فمن قامها بالأعمال الصالحة غفر له من تقدم من ذنبه.
١) القدر أما:
* بمعني تقدير مقادير الخلق في هذه الليلة وهو المسمى التقدير السنوي للسنة التي تليها من العام الآخر، قال تعالى: «فيها يُفرق كل أمر حكيم».
* بمعني الشرف وعلو المنزلة ومن ذلك نزول القرآن فيها وليلتها خيرًا من ألف شهر.
* بمعنى التضييق بنزول الملائكة إلى الأرض حتى تضيق بهم لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى» (رواه ابن خزيمة وحسن إسناده الألباني ).
٢) فضلها:
قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}.
أي: تعادل من فضلها ألف شهر فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل في ألف شهر.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه).
٣) من خصائصها :
* أنها ليلة مباركة بكثيرة الخير والفضل والثواب {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}.
* نزول القرآن الكريم فيه {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
* العمل فيها خير من العمل في ألفِ شهر {ليلة القدر خير من ألف شهر} وهذا يعادل أكثر من ثلاث وثمانين سنة.
* الملائكة تتنزل بالخير والبركة والرحمة إلى الأرض «تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر».
* أنها ليلة سلام خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير وتكثر فيها السلامة من العذاب «سلامٌ هي حتى مطلعِ الفجر ِ».
* أن من قام ليلتها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
٤) وقتها :
متنقلة في العشر الأواخر وليالي الأوتار منها آكد وأولها بتحريها ليلة سبع وعشرين.
٥) تستثمر ليلة القدر:
* بالحرص على الفرائض وعدم التفريط فيها.
* بالإكثار من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم.
* بالإكثار من الدعاء ومنه الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها حيث قالت: يا رسول الله «أرأيت إن وافقت ليلة القدر بم أدعو ؟" قال: تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» (رواه الترمذي).
* بالحرص على الاعتكاف فيها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الاعتكاف في العشر الأواخر ليوافق ليلة القدر.
* بالحرص على قيام الليل فإن «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».
٦) أحذر في هذه الليلة المباركة:
من السهر فيما لا ينفع أو في ارتكاب المحرمات أو الانشغال بوسائل التواصل أو الأحاديث التي لا تنفعك أو التجول في الأسواق.
٧) علاماتها:
* تكون ليلتها لا حارة ولا باردة فعن عبدالله بن عباس رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة» (رواه ابن خزيمة وصححه الألباني).
* أن تكون ليلتها مُضيئة فعن جابر بن عبدالله رضي الله قال قال رسول الله صلى عليه وسلم: «إني كنت أريت ليلة القدر، ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر من ليلتها، وهي ليلة طلقة بلجة لا حارة ولا باردة» (رواه ابن خزيمة حسنه الألباني).
* كثرة الملائكة في ليلة القدر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى» (رواه ابن خزيمة وحسن إسناده الألباني).
*أن تكون ساكنة ساجية فعبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح» (رواه أحمد وهو حسن).
* أن القمر يكون فيها مثل شق جفنة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة» (رواه مسلم والجفنة القصعة).
* أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية ليست كعادتها في بقية الأيام عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها» (رواه مسلم).
علي بن عبدالعزيز الراجحي